الأمريكيون بحاجة للمسة أخرى للوصول إلى مستويات جديدة اعتمدت الفرق الأمريكية لسنوات طوال على الجهد الكبير والإصرار وأظهر منتخب الولايات المتحدة تلك الروح مرة أخرى في كأس العالم لكرة القدم 2014 لكن خروجه من الدور الثاني على يد بلجيكا أظهر أن تلك المهارات يمكنها أن تذهب بك إلى نقطة معينة فقط.
واستخرج المدرب يورجن كلينسمان كل ما استطاع من فريقه في هذه البطولة وكانت كلماته في تقدير لاعبيه والفخر بهم صادقة ومبررة.
لكنه حين يجلس للتخطيط للسنوات الأربع المقبلة سيتطلع بلا شك للعناصر المفقودة التي يمكنها أن تجعل من الجهد الكبير والوحدة القوية فريقا قادرا على الذهاب لمراحل متقدمة في كأس العالم.
وتجلت العناصر المفقودة بوضوح في جميع مباريات الولايات المتحدة في البرازيل: غياب القدرة على الإبداع واللمسة الحاسمة في الهجوم.
واكتظ وسط الملعب في تشكيلة كلينسمان بلاعبين اجتهدوا وركضوا وتناقلوا كرة. ولم يقم بهذا الدور أحد أفضل من جيرمين جونز المولود في المانيا كما لعب كايل بيكرمان دورا فعالا أمام خط الدفاع.
ولم يكن بوسع أي منهما تكرار نفس الأداء الذي ظهر به في الدور الأول.. فلم يلعب بيكرمان من البداية وبدا أن جونز يدفع ثمن جهده الهائل في المباريات الثلاث الأولى.
لكن في ظل الأداء المخيب لمايكل برادلي الذي لطالما اعتبره الأمريكيون القلب النابض في وسط الملعب والذي لم يتألق أبدا في البطولة فإن الفريق الأمريكي لم يقدم الكثير من اللمحات الخلاقة.
وكانت الأفضل في الدور الأول هو الظهير الأيمن فابيان جونسون الذي لفت الأنظار بانطلاقاته السريعة.
وقام ثنائي الوسط اليخاندرو بيدويا وجراهام زوسي بواجبهما على أكمل وجه لكنهما ليسا من نوع اللاعبين القادرين على الإتيان بتمريرات تخترق الدفاع المنافس.
ولا يملك المنتخب الأمريكي نجما بارزا يستحق الرقم عشرة ولا صانع لعب مبتكرا ولا جناحا تخشى انطلاقاته ولا يقدر أي من لاعبي الوسط فيه على التسبب في مشاكل للمنافسين.
وفي الهجوم وبسبب إصابة جوزي التيدور ، لم يعد أمام كلينسمان سوى الاعتماد على كلينت ديمسي منفردا لبقية البطولة. وأثبت ديمسي جدارته بالثقة على مدار سنوات مع منتخب بلاده لكنه يتألق أكثر كمهاجم مساعد يقوم بتحركات خطيرة حول منطقة الجزاء.
وكان واضحا أن كلينسمان لم يثق مطلقا في أن بقية مهاجمي فريقه - أرون يوهانسون وكريس فوندلوفسكي لديهم القدرة على اللعب. وربما أكد فشل فوندلوفسكي في التسجيل من فرصة سهلة في الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي أمام بلجيكا هذا الاعتقاد.
ولو امتلك المنتخب الأمريكي مهاجما ذا مميزات خاصة ولاعب وسط أصيلا لربما كان الآن يستعد لمواجهة الأرجنتين في دور الثمانية بدلا من الاستعداد لرحلة العودة.