منتديات إسلامي 4 يو
السلام عليكم
أخى الزائر / أختى الزائرة إذا أعجبك المنتدى فنحن نتشرف بإنضمامك لأسرتنا ونتمنى أن تستفيد وتفيد فنتمنى أن تسجل معنا إذا كنت زائر وأن تدخل للمنتدى إذا كنت عضو معنا
ونشكرك لزيارتك

إدارة المنتدى
منتديات إسلامي 4 يو
السلام عليكم
أخى الزائر / أختى الزائرة إذا أعجبك المنتدى فنحن نتشرف بإنضمامك لأسرتنا ونتمنى أن تستفيد وتفيد فنتمنى أن تسجل معنا إذا كنت زائر وأن تدخل للمنتدى إذا كنت عضو معنا
ونشكرك لزيارتك

إدارة المنتدى
منتديات عطر قلبي

فعاليات المنتدى





أهلا وسهلا بك إلى منتديات إسلامي 4 يوي.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Collapse_tcat
المواضيع المضافه مؤخراً
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
الإثنين نوفمبر 20, 2017 4:09 pm
الأربعاء أكتوبر 28, 2015 3:49 pm
الثلاثاء أكتوبر 27, 2015 2:39 pm
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 4:58 pm
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 4:04 pm
الأربعاء أكتوبر 21, 2015 1:18 pm
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 5:11 pm
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 2:31 pm
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 12:23 pm
الأحد أكتوبر 18, 2015 3:02 pm



منتديات إسلامي 4 يو :: قسم الصوتيات والكتب الاسلامية :: مكتبة الكتب الإسلامية Islamic books

شاطر
 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة مايو 30, 2014 7:32 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الرتبه:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الصورة الرمزية

نور الاسلام

البيانات
الدولة : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 495
النقاط : 729
السٌّمعَة : 0
mms  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  08eedef47e502b3d3fea7d17ef9a24ee
الأوسمة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  510

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة مايو 30, 2014 7:32 pm



سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة


سلسلة التعريف بالشيعة(1) منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة

مقدمة هامة

لكل دين أو مذهب طريقة أو منهج في معرفة التدين بذلك الدين أو التمذهب بذلك المذهب وتحديد الصواب من الخطأ وتحديد الحق من الباطل وتحديد المقبول من المرفوض حسب اعتبار المذهب أو الدين.

والمنهج أو الطريقة في التلقي تحتاج إلى تحديد الآتي:

ما هو مصدر التشريع أو التدين أو معرفة الدين؟

ما هي الطريقة لفهم هذا المصدر؟

ما هي الطريقة في حسم الخلاف في قضايا الدين وفهم الدين؟

بمعنى آخر يحتاج الدارس لأي دين أو مذهب أن يتعرف على طريقة المتبعين لذلك الدين في هذه القضايا الثلاث.

والشيعة الإثنا عشرية لها منهج محدد نوعا ما -بغض النظر عن الحكم عليه- في هذه القضايا الثلاث. ومن الضروري بمكان أن لا ينظر الدارس للطريقة الشيعية بعين سنية، بمعنى أن لا يفترض ان مفهوم الكتاب والسنة هو نفس المقصود عند أهل السنة وأن لا يعتقد أن الخلاف هو فقط في تصحيح الأحاديث وتعديل الرجال وطريقة فهم النصوص. يجب أن يُعلم أن المنهج الشيعي مختلف اختلافات جذرية في طريقة التلقي والتعامل مع مصادر التشريع في المنهج السني.

في المداخلات القادمة بإذن الله نعرض للخطوط العريضة لمنهج الشيعة في التلقي ونعرف بكتبهم الرئيسية من ناحية وقت تأليفها وطريقة تأليفها ونسخها وانتشارها وحجيتها عندهم ونتحدث عن حجية القرآن نفسه وكيف تتم حجيته عندهم كما نعرض لنظام الرواية والرجال عندهم وطريقتهم في التصحيح والتضعيف للحديث ومتى بدأ علم خدمة الحديث عندهم كما نتحدث بإّذن الله عن طريقة فهم النصوص الواردة في تلك الكتب وتحديد الخلاف فيها ودور العلماء مقارنة بأهل السنة.


==========

الأركان الرئيسية في منهج التلقي عند الشيعة

--------------------------------------------------------------------------------

أولا: لا يعتبر الدين ما نسب للرسول صلى الله عليه وسلم فقط بل يؤخذ الدين من كل الأئمة الإثني عشر بمن فيهم الإمام الغائب الثاني عشر والذي يتم الاتصال به والأخذ عنه بطريقة معينة حددها الشيعة. وقول وعمل الأئمة كلهم نص شرعي بذاته مستقل عن كونه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: تشكل الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم في كتب الشيعة نسبة لا تزيد عن خمسة بالمئة من مجموع ما في كتب الشيعة من الحديث لأن معظم الأحاديث تنسب لجفعر الصادق وعدد كبير ينسب لمحمد الباقر والأحاديث الأخرى تنسب للأئمة الآخرين بمن فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه والقليل مما يسمى حديثا لديهم ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم.

ثالثا: لو تركنا الخلاف عند الشيعة حول التحريف (الذي يقول به كثير منهم وينكره آخرون) فإن القرآن عند الشيعة (باتفاق عندهم) لا يمكن فهمه ولا تفسيره إلا بقيم والقيم هو الإمام. وبهذا يكون القرآن محدود الحجية بذاته بل يصبح مصدرا ثانويا بعد الحديث الذي فيه الروايات التي تفسر القرآن.

رابعا: يتم نقل الحديث (عن الأئمة) بروايات منسوبة لأسانيد يزعم أنها تصل للأئمة وذلك نقلا عن طريق أصحاب الأئمة. وجمعت الروايات في كتب الشيعة الثمانية مع وجود روايات مستقله لبعض الكتب الأخرى في التفسير والتاريخ وغيرها منسوبة مباشرة للأئمة.

خامسا: لا يوجد عند الشيعة كتب اشترطت الصحة مثل ما هو عند السنة لكن عندهم ما قد يكون أعظم بزعمهم من اشتراط الصحة وهو عرض أحد الكتب على المهدي الغائب وهو كتاب الكافي الذي يزعم مؤلفه أنه عرضه على المهدي وهو في غيبته فقال عنه "كاف لشيعتنا". وحسب تقديرهم لعظمة المهدي تكون هذه تزكية أعظم من تصحيح أهل السنة للبخاري ومسلم الذي يعتبر التصحيح فيه اجتهاد بشر وليس تزكية إمام معصوم كما هي عندهم.

سادسا: بينما بدأ التدوين عند أهل السنة في وقت مبكر وظهرت معظم كتب الحديث ومدارس الفقه السني في القرون الأول والثاني والثالث ولم يكتب بعد ذلك إلا القليل فقد تأخرت كتب الشيعة في الظهور ومع ذلك فقد نقلت كلها (زعما) بالرواية والأسانيد مباشرة نقلا عن الأئمة الإثني عشر وحتى بحار الأنوار الذي كتب بعد إحدى عشر قرنا نقل بالرواية.

سابعا: بينما يستطيع أي شخص من أهل السنة تعلم الدين حيث لا احتكار للعلم الشرعي لا يمكن أن يعرف الدين عند الشيعة من خلال القراءة والدراسة بل لا بد من اتباع مجتهد معين يشرح الدين (انظر الفقرة التالية).

ثامنا: لا يمكن لأي شخص أن يدخل في منظومة العلماء مهما بلغ من العلم الشرعي إلا بشروط خاصة غير العلم الشرعي ولا بد أن يحصل على تعميد من الحوزات أو المؤسسات الدينية حتى يصبح الشخص مجتهدا يستطيع أن يفتي ويعلم الدين ويفسر القرآن والحديث.


=============

حجية القرآن وأنه لا يفهم ولا يفسر إلا بكتب الشيعة

--------------------------------------------------------------------------------

هذا الموضوع ليس حديثا عن تحريف القرآن فهذا له مبحثه وسنتطرق إليه بالتفصيل وإنما هو بحث في حجية وتفسير وفهم القرآن بصفته مصدر أساسي للدين والتشريع. ورغم الخلاف على قضية التحريف عند الشيعة ألا إنه لا يوجد خلاف على قضية حاجة القرآن لقيم عند كل الشيعة وهو مبثوث في كل كتبهم. وربط القرآن بكتب الشيعة قضية حتمية لأنه بدون هذه الحيلة يستحيل تركيب أوليات المذهب الشيعي التي لا يوجد لها ذكر في القرآن فكان لا بد من أحد حيلتين إما زعم التحريف أو زعم أن للقرآن معاني لا يعرفها إلا الأئمة ومن ثم ينسب للأئمة ما يحلوا للشيعة من روايات تعضد تفسير القرآن بما يدعم عقائدهم ومنهجهم.

ولذلك فأخطر قضية في حجية القرآن هي تعليق فهمه كله وتفسيره كله بكتب الشيعة وذلك من خلال الزعم أن القرآن ليس بحجة إلا بقيم وأن القيم هو الإمام وأن فهم القرآن لا يتم إلا بالإمام. وبما أن النقل عن الإئمة ليس موجودا إلا في كتبهم فيكون فهم القرآن وحجيته وتفسيره والعمل به مرتبطا ارتباطا كاملا بكتبهم بغض النظر عن كون التفسير مقبول في اللغة أو المنطق أو منسجم مع بقية تفسير القرآن والحديث أو متفق مع روايات التاريخ وهو ما سنتطرق له في المداخلة التالية.

المهم في هذا المبحث أن القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي نزل بلسان عربي مبين وفيه آيات بينات وجاء تبيانا لكل شيء ربط ربطا كاملا في معانيه العظيمة بتفسير كتب الشيعة فاختفت بذلك كل معانيه التي لم ترد في كتب الشيعة.

وهذه القائمة من كتب الشيعة نماذج فقط للمثل وليست للاستقصاء في اعتبار القرآن ليس بحجة إلا بقيم من الأئمة:

"القرآن ليس بحجة إلا بقيم وإن عليا كان قيم القرآن" أصول الكافي 1/188 رجال الكشي 420 علل الشرائع 192 المحاسن 168 وسائل الشيعة 18/141 وغيرها.

وعن علي قال "ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم.... أخبركم عنه" أصول الكافي 1/61

"القرآن جزء من تسعة أجزاء أجزاء وعلمه عند علي" أحوال الرجال 38

عن أبي عبد الله "إن الناس يكفيهم القرآن لو وجدوا له مفسرا وإن رسول الله صلى الله عليه وآله فسره لرجل واحد وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب" أصول الكافي 1/25 وسائل الشيعة 18/131

"وعلي تفسيركتاب الله" البحار 37/209 الاحتجاج 31-33 البروجردي 30/20

"وعلي يتفرد بتفسير كتاب الله" أصول الكافي 1/25 وسائل الشيعة 18/131 بحار الأنوار 7/302 و19/23 بشارة المصطفى 16 أمالي الصدوق 40

"والقرآن لا يفسره إلا رجل واحد هو علي" أصول الكافي 1/250

" والأئمة هم القرآن نفسه" وأقوال مثل هذه في الكافي 1/194 و1/419 تفسير العياشي 2/120 تفسير البرهان 2/180 تفسير نور الثقلين 2/296 تفسير القمي 1/310 و2/333 البحار 36/80-85 البرهان للبحراني 4/242 .

"فإذا احتاجوا القرآن فالاهتداء بنا وإلينا" تفسير فرات 91 وسائل الشيعة 18/149

"إنما يعرف القرآن من خوطب به" الكافي شرح المازنداني 12/415 وسائل الشيعة 18/136 تفسير الصافي 1/21 البرهان 1/18 البحار 24/237

"باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من كلام الأئمة فيه ثمانون حديثا" وسائل الشيعة 18/129

"باب إنه لا يعرف تفسير القرآن إلا الأئمة" الفصول المهمة للحر العاملي 173

"المقدمة الثانية في نُبَذ مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت" تفسير الصافي 1/19

"الفصل الخامس في بيان ما يدل على أن علم تأويل القرآن بل كله عند أهل البيت والأخبار في هذا الباب أكثر من أن تحصى" مقدمة البرهان 15

"إعلم أن علم القرآن مخزون عند أهل البيت وهو مما قضت به ضرورة المذهب" تفسير السراط المستقيم 3/4

عن جعفر قال "إني لأعلم ما في السموات وأعلم ما في الأرضين وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال: علمت ذلك من كتاب الله يقول فيه تبيان كل شي" البحار 26/111. لاحظ أن القرآن ليس فيه "فيه تبيان كل شيء" بل الآية الصحيحة {تبيانا لكل شيء} النحل 89 وهذه من فضائح الذي اختلق الرواية على جعفر الصادق الذي ما كان ليخطئ بها كما نسب له ذلك.

==============

قول الإمام مثل قول الله وللإمام حق النسخ والتقييد والخصيص للقرآن

--------------------------------------------------------------------------------

تكملة لفهم دور القرآن التشريعي عند الشيعة وحجيته وحدود دوره كمصدر في معرفة الدين نبين قوة ونفوذ كلام الأئمة في تحديد معاني القرآن وأحكام القرآن من خلال ما ينقل عنهم زعما في كتب الشيعة. وبعد تأمل ما يكتب في كتب التفسير والحديث والكتب الأخرى عن الشيعة يمكن الخروج بنتيجة أن كلام الأئمة مثل كلام الله وأن الأئمة لهم الحق في نسخ كلام الله وتخصيصه وتقييده.

وهذه كذلك نماذج للتمثيل وليست للحصر في إثبات هذه الافكار عند الشيعة:

"إن حديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عز وجل ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله تعالى" شرح الكافي للمازنداني 2/272

"يجوز لمن سمع حديثا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو جده أو أحد أجداده بل يجوز أن يقول قال الله تعالى" شرح الكافي 2/272

"إن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ولكنه -سلام الله عليه - أودعها عند أوصيائه كل وصي يعهد بها إلى الآخر لينشرها في الوقت المناسب لها حسب الحكمة من عامّ مخصص أو مطلق أو مقيدأو مجمل مبين إلى أمثال ذلك، فقد يذكر النبي عامّـا ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته وقد لا يذكره أصلا ويودعه عند وصيه إلى وقته" أصل الشيعة محمد حسين آل كاشف الغطاء 77

"باب التفويض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى الأئمة عليهم السلام في أمر الدين" أصول الكافي 1/265

عن أبي عبد الله "إن الله عز وجل فوض إلى نبيه فقال {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو} فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد فوضه إلينا" أصول الكافي 1/266

عن أبي عبد الله "لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله صى الله عليه وآله وإلى الأئمة قال عز وجل {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بما أراك الله } وهي جارية في الأوصياء" أصول الكافي 1/268

فهذه النقولات تعتبر كلام الأئمة مثل كلام الله وكذلك تعطي الأئمة حق النسخ والتخصيص والتقييد على كلام الله.

وإذا عدنا للمداخلة السابقة ورأينا أن كلام الله لا يفهم إلا بشرح الآئمة وجمعنا تلك المعلومة مع هذه يكون كلام الأئمة في الحصيلة النهائية أهم وأقوى من كلام الله من الناحية العملية. وما دام كلام الأئمة ليس موجودا إلا في كتبهم يكون ما هو مبثوث في كتبهم نقلا عن الأئمة أقوى من كتاب الله.

هذا استنتاج أزعم أنه منطقي وأرجو أن لا يكابر الشيعة في رفضه.

==============

القواعد الأساسية في تأويل وتفسير القرآن عند الشيعة - القاعدة الأولى

--------------------------------------------------------------------------------

سوى ما ذكرناه من أن قول الأئمة حكم على القرآن وليس العكس يخضع تفسير القرآن عند الشيعة لقواعد أساسية ومبادئ عامة يندرج تحتها تفسير كل آية تقريبا من القرآن. من هذه القواعد:

القاعدة الأولى: أن للقرآن معاني باطنة تخالف المعاني الظاهرة. والمعنى الباطن هو المعنى الذي لا يشبه الظاهر ولا يمكن الصرف إليه بقرينة بل يعرفه ناس ملهمون هم الأئمة كما يزعمون بخاصية العلم اللدني من الله. وهذه القاعدة لا تخص آيات معينة بل هي عامة للقرآن كله ولم تستنتج استنتاجا من كثرة الروايات بذلك بل رويت فيها نفسها أصلا روايات كثيرة كقاعدة في فهم القرآن.

في أصول الكافي عن موسى الكاظم "إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله تعالي في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة العدل" أصول الكافي 1/274 وتفسيرالعياشي 2/16 والغيبة 83

وفي كتاب البحار للمجلس باب بعنوان "باب أن للقرآن ظهرا وبطنا" ذكر فيه 84 رواية قال في مقدمتها "قد مضى كثير من تلك الأخبار في أبواب كتاب الإمامة ونورد هنا مختصرا من بعضها" والروايات الأربع والثمانين هي المختصرة فقط البحار 92/78-106

وفي تفسير البرهان باب "في أن القرآن له ظهر وبطن" البرهان 1/19
وفي مقدمة تفسير البرهان خمسة فصول حول الموضوع كلها منسوبة للأئمة. مرآة الأنوار 4/19

وانظر كذلك تفسير القمي 1/14 وتفسير العياشي 1/11 وتفسير الصافي 1/29.

لكن المعنى الباطن قد يكون عميقا إلى درجة أن بطنا واحدا لا يكفي فيصبح سبعة أبطن أو حتى سبعين بطنا!!!!

"إن للقرآن ظهرا وبطنا وببطنه بطن إلى سبعة أبطن" الصافي 1/31

"إن للقرآن بطنا وللبطن بطنا وللظهر ظهرا يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن" العياشي 1/11 المحاسن 300 البرهان 1/20 الصافي 1/29 البحار 92/95 الوسائل 18/142

وتحمس بعضهم وصار أكثر كرما فجعلها سبعين بطنا " لكل آية من كلام الله ظهر وبطن بل لكل واحدة منها كما يظهر من الأخبار المستفيضة سبعة بطون وسبعون بطنا" مرآة الأنوار 3

"وقد دلت أحاديث متكاثرة تكاد تكون متواترة على أن بطونها وتأويلها بل كثير من تنزيلها وتفسيرها والمدح والإكرام بل كلها فيهم وفي أوليائهم نزلت وأن جل فقرات التوبيخ والتشنيع والتهديد والتفظيع بل جملتها في مخالفيهم وأعدائهم. إن الله جعل جملة بطن القرآن في دعوة الإمامة والولاية كما جعل جل ظهره في دعوة التوحيد والنبوة والرسالة" مرآة الأنوار 3

الخلاصة أن التفسير الباطني الذي تتهم به الفرق الباطنية موجود وبكثرة في كتب التفسير الشيعة بل يعتبر مبدأ للتفسير. وإدعاء التفسيرالباطني دون قرينة ولا علاقة باللغة أقوى من التحريف لأن التحريف ربما يغير آية أو آيتين بشكل مكشوف يبقي الشك لكن التأويل الباطني واعتباره قاعدة يعطي حرية في التصرف بكل معاني القرآن وصرفها عن مقصودها وهذا عين الإلحاد والزندقة.

============

القواعد الأساسية في تأويل وتفسير القرآن عند الشيعة - القاعدة الثانية

--------------------------------------------------------------------------------

القاعدة الثانية أن جل ما في القرآن نزل في الأئمة وفي أعدائهم.

القرآن حسب كتب الشيعة المعتبرة ليس كتاب عقيدة وتربية وأحكام وفرائض وأمور أخرى بل جله نزل في الأئمة وفي أعدائهم.

ففي عنوان المقدمة الثانية لتفسير الصافي يقول"جل القرآن إنما نزل فيهم -الأئمة- وفي أعدائهم" الصافي 1/24

وفي كتاب اللوامع القرآنية للبحراني فقد ذكر "علي" في القرآن حسب زعمه 1154 مرة طبعا حسب فهمه لبطون القرآن وإلا فلم نر إسم علي في القرآن يذكر ولا مرة واحدة.

"ولنا كرائم القرآن" العياشي 1/9 وفرات 1 وبحارالأنوار 24؟305 وكنز الفوائد 2 واللوامع النورانية 7 والصافي 1/24


ويقول الكاشاني "وقد رأيت منها كتابا -في تأويل القرآن بهم وبأوليائهم- كاد يقرب من عشرين ألف بيت وقد روي في الكافي وفي تفسير العياشي والقمي وأبي محمد الزكي أخبارا كثيرة من هذا القبيل" الكاشاني تفسير الصافي 1/24

"إن الأصل في تنزيل القرآن إنما هو الإرشاد إلى ولاية النبي الأئمة بحيث لا خير خبر فيه إلا وهو فيهم وفي أتباعهم وعارفيهم ولا سوء ذكر فيه إلا وهو صادق على أعدائهم ومخالفيهم" مرآة ا لأنوار 4 واللوامع النورانية 548

"باب في أن كل ما في القرآن من آيات التحليل والتحريم فالمراد بها ظاهرها والمراد بباطنها أئمة العدل والجور" الفصول المهمة 256

وفي الكافي "باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الواية" والحقيقة لم تكن نكت ولا نتف بل كانت إحدى وتسعين رواية تضمنت نماذج كثيرة من هذا التأويل. الكافي 1/206،207،214

ومن عناوين كتاب البحار في الأجزاء المخصصة للتفسير:

"باب تأويل المؤمنين والإيمان والمسلمين والإسلام بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم" مئة رواية تحت هذا الباب البحار 32/ 354-390

"باب أنهم عليهم السلام الأبرار والمتقون والسابقون والمقربون وشيعتهم أصحاب اليمن وأعداؤهم الفجار والأشرار وأصحاب الشمال" عشرين رواية تحت هذا الباب البحار 24/1-9

"باب أنهم عليهم السلام وولايتهم العدل والمعروف والإحسان والقسط واليمزان وترك ولايتهم وأعدائهم الكفر والفسوق والعصيان والفحشاء والمنكر والبغي" أربعة عشر روايةتحت هذا الباب... البحار 24/187-191

"باب أنهم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات وأعداؤهم الفواحش والمعاصي " سبعة عشر رواية تحت هذا الباب البحار 24/286-304

باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 20 رواية
باب أنهم السبع المثاني 10 روايات
باب أنهم عليهم السلام الصافون والمسبحون وصاحب المقام المعلوم وحملة عرش الرحمن وأنهم السفرة الكرام البررة 11 رواية
باب أنهم كلمات الله 25 رواية
باب أنهم حرمات الله 6 روايات
باب أنهم الذكر وأهل الذكر 65 رواية
باب أنهم أنوار الله 42 رواية
باب أنهم خير أمة وخير أئمة أخرجت للناس 24 رواية
بان أنهم المظلومون 37 رواية
باب أنهم المستضعفون 13 رواية
باب أنهم أهل الأعراف 20 رواية
باب أنهم الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى 23 رواية
باب أنهم الماء المعين والبئر المعطلة والقصر المشيد والسحاب والمطر والظل والفواكه وسائر المنافع 21 رواية
باب أنهم جنب الله وروحه ويد الله 36 رواية
باب أنهم حزب الله وكعبته وقبلته و الإثارة من علم الأوصياء سبع روايات
باب أنهم اللؤلؤ والمرجان 7 روايات
باب أنهم الناس 3 روايات
باب نادر في تأويل النحل بهم سبع روايات
باب في تأويل الأيام والشهور بالأئمة أربع روايات
متعب جدا أن أضح الصفحات لكن إن طلب أحد فأنا مستعد.

وعلى كل حال فالأئمة حسب هذه النقولات ملائكة وكتب سماوية وأنوار إلهية وصفات الله وأسمائه وهم مع ذلك مستضعفون مظلومون. ويتغير الأئمة من آلهة ألى ناس إلى جمادات إلى أمور معنوية إلى ما ساح به خيال المختلقين.

ومن الأمئلة في التأويل التي لا شك في كفر القائل بها قولهم في تأويل الإله في قوله تعالى"لا تتخذوا إلهين إثنين" لا تتخذو إمامين ، العياشي 2/261 البرهان 2/373 نور الثقلين 3/60

وفسروا الله بهم والطاغوت بأعدائهم وهذا من الكفر المحض ففي تفسير قوله تعالى {إن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} يقولون "هي ولا يتنا والبراءة من أعدائنا:" العياشي 2/261 البرهان 2/373 نور الثقلين 3/60 والصافي 3/134

وفسروا قول الله تعالى {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا} لا تتخدوا من غيرهم إماما. البرهان 4/393

والخليفة عمر هو المقصود بقوله تعالي "وكان الكافر على ربه ظهيرا" القمي 2/115 وأما الظهير فهو علي وبذلك يكون هوالرب. أما الكاشاني فصرح بأن ربه هنا تعني علي وليس فقط الظهير. الصافي 4/20 والبرهان 3/172 ونور الثقلين 3/172 ومرآة الأنوار 59

وفي تفسير "وأشرقت الأرض بنور ربها" فإن المقصود بالرب هوعلي. القمي 2/253 البرهان 4/87 والصافي 4/331

وقالوا "الأخبار مستفيضة بأن تأويل وجه الله بالأئمة" مرآة الأنوار 324

عن أبي عبد الله "نحن والله الأسماء الحسنى " العياشي 2/42 والصافي 2/254 والبرهان 2/51

"وقد ورد تأويل الرسول بالإمام والرسل بالأئمة" مرآة الأنوار 163

و{لكل أمة رسول} يعني الائمة. مرآة الأنوار 164 والعياشي 2/123 والبرهان 2/186 والصافي 2/405 وبحار الأنوار 24/306

والملائكة تعني الآئمة سواء سموا بأسمائهم أو بلفظ الملائكة. مرآة الأنوار 303

وهم القرآن قال الصادق كما يزعمون في تفسير "ذلك الكتاب لا ريب فيه" يعني علي لا شك فيه. القمي 301 والعياشي 1/26 البرهان 1/53 الصافي 1/91

و{كلمة الفصل} هو الإمام و{لا تبديل لكلمات الله} لا تغيير للإمامة {ما نفذت كلمات الله} هم الأئمة الذين لا تدرك فضائلهم. والصراط المستقيم هو علي والمشمس هي علي وضحاها هوالقائم و{أقيموا وجوهكم عند كل مسجد} يعني الأئمة و{خذوا زينتكم عند كل مسجد} تعني الأئمة. {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} يعني ولاية علي. والتوبة في القرآن هي ترك ولاية أبي بكر وعمر. مرة أخرى من أراد الصفحات فهي موجودة لدي لكن نقلها هنا متعب جدا. وأؤكد أن هذه نماذج فقط ولو مضينا ننقل من تفسيراتهم من هذا القبيل لما كفت ذاكرة هذا الموقع.

وفي تفسير الأعداء فعمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الشيطان في قوله تعالى "وقال الشيطان لما قضي الأمر" عند العياشي 2/223 وعند الكاشاني تفسير الصافي 3/84 وفي البرهان للبحراني 2/309 وعند مرآة العقول 4/ 416

يعني باختصار وأنت مغمض فسر على كيفك أي عبارة وركبها على أهل البيت وبالغ في الخيال ثم بالغ ثم بالغ دون خوف من كفر أو شرك أو ضلال أو أدب مع الصحابة أو الرسول صلى الله عليه وسلم أو مع آله الطيبين الطاهرين أو حتى مع الله سبحانه بالغ كما تريد تجد تفسيرك قد سبقك إليه كتب الشيعة في التفسير والعياذ بالله.

ولا تستغرب فقد أول الشيعة بسبب هذا الخيال في الاختلاق حتى الذباب والبعوض بالأئمة. مرآة الأنوار 150

فخلاصة الكلام في هذه القاعدة الثانية أن معظم أو كل القرآن نزل في الأئمة وفي أعدائهم وإلا فالقرآن ليس للتربية ولا للعقيدة ولا للجهاد ولا للسياسة ولا لأمر آخر.

============

القواعد الأساسية في تأويل وتفسير القرآن عند الشيعة - القاعدة الثالثة

--------------------------------------------------------------------------------

القاعدة الثالثة وهي التي تكمل خطورة القاعدتين الماضيتين وتجعل التأويل أخطر من التحريف هي اعتبار أن ما جاء عن الأئمة في تلك الكتب مسلما به غير قابل للنقاش ولا الاجتهاد رغم غرابته واستفظاعه والرفض الفطري له.

قالوا نقلا عن الأئمة "إن حديثنا تشمئز منه القلوب فمن عرف فزيدوهم ومن أنكر فذروهم" البحار/192 يعني من قبل به من الشيعة فزيدوهم من هذا الحديث المنكر ومن رفضه فاتركوه.

"وعن سفيان بن السمط قال قلت لأبي عبد الله جعلت فداك إن رجلا يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب يحدث بالحديث فنستبشعه فقال أبو عبد الله يقول لك إني قلت لليل إنه نهار أو للنهار إنه ليل. قال فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به فأنك إنما تكذبني" البحار 2/211 واللوامع النورانية549

وجاء من مثل هذه الروايات التي تأمر الشيعة بالتسليم وعدم النقاش لأي كلام قد يبدوا بشعا مستغربا مستنكرا خمس روايات عند الكافي تحت باب "إن حديثهم صعب مستعب" الكافي اصول الكافي 1/401 . وفي البحار 116 رواية منسوبة لآل البيت تحت باب إسمه " فيما جاء إن حديثهم عليهم السلام صعب مستصعبوأن كلامهم ذو وجوه كثيرة وفضيلة التدبر في أخبارهم عليهم السلام والتسليم لهم والنهي عن رد أخبارهم" البحار 2/182

بدون هذا التسليم لا يمكن بحال قبول هذه الروايات المخالفة للعقل والمنطق والذوق والمليئة بالتناقض الجذري والمكشوف.

وبهذه النقطة تكتمل حلقات إحكام التخلص من مشكلة القرآن وتحويله من الكتاب الأعظم عند المسلمين ومرجع وحجة بذاته إلى كتاب معدوم الحجية إلا بتفسير كتب الشيعة التي تتسلح بروايات منسوبة لآل البيت في تفسير القرآن وتلزم الشيعة بها وتمنعهم من التفكير فيها والتساؤل عن صحتها.


===========

بعد الحديث عن القرآن وحجيته سوف ننتقل إلى نقاش كتب الحديث لديهم ورواية الحديث وعلم الحديث وعلم الرجال


================
بعد أن أنهينا الحديث عن حجية القرآن نستأنف الكلام عن المصادر الأخرى للتشريع عندهم وهي أحاديثهم التي يسمونها بـ"السنة"!!

وفي هذه القضية عدة مباحث لترتيب فهم منهج التلقي أو منهج تعلم الدين عندهم.

المبحث الأول حول تعريف السنة أي تحديد المقصود بالسنة عندهم أو المقصود بالأحاديث التي لها حجة عندهم. ومن البديهي الإشارة أن مفهومها مختلف كليا عن أهل السنة.

المبحث الثاني في التعريف بكتبهم التي روت هذه الأحاديث وتأريخ تدوينها وطريقة جمع مادتها وصحة هذه الكتب عندهم.

المبحث الثالث في علم الحديث ومصطلحه وعلم الرجال عندهم ودوره الحقيقي في الحكم على مراجعهم في الحديث.

المبحث الرابع في التعليق على هذا العلم عند الشيعة ومقارنته بنفس العلم عند أهل السنة ومناقشتة مدى تماسكه لأن تقوم به أي حجة.

============

حول أحاديث الشيعة.. تعريف الحديث أو السنة عند الشيعة

--------------------------------------------------------------------------------

يعرف الحديث أو "السنة" عند الشيعة بأنه:

"كل ما يصدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير" محمد تقي الحكيم أصول الفقه المقارن 122.

ولنفس المؤلف في كتاب آخر "وألحق الشيعة الإمامية كل ما يصدر عن ائمتهم الإثنا عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة" سنة أهل البيت 9

والمعصوم هنا يعني من اعتقدوا عصمته وهو كل الأئمة الإثني عشر جميعا بمن فيهم الغائب. ومسألة العصمة متصلة اتصالا وثيقا بمصدرية العلم من الأئمة وعلاقتها بالتعريف علاقة عضوية لا تنفصل عنه. وفي هذا يقول عبد الله فياض:
إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم" تاريخ الإمامية 140

ولذلك فالحديث عند الشيعة ليس فقط ما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم بصفته خاتم النبوة والوحيد المبلغ عن الله وأتم تبليغ الرسالة بل إن كل قول وعمل وتقرير الأئمة الإثني عشر دين وشرع يجب اتباعه، وحجيته مثل حجية ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والمسألة هذه ليست مسألة نظرية لمجرد الترف الفكري في التعريف بل إنها عملية جدا في مصادر التشريع عندهم ولو أجريت عملية إحصاء لمعرفة كم في كتبهم مما هو منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث وكم منسوب للأئمة لما تجاوز ما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم خمسة بالمئة من مجموع ما لديهم من أحاديث. إذن فهذه القضية هامة جدا خاصة أنها غائبة عن كثير ممن لا يعرف الشيعة بل غائبة عن كثير من الشعية أنفسهم.

==========

حول أحاديث الشيعة.. قول الأئمة ليس رواية عن الرسول بل حجة بذاته

--------------------------------------------------------------------------------

قد يقول قائل إن العصمة هنا لا يقصد بها أنهم مصدر العلم بذاتهم ولكنها دليل على استحالة خطأهم في نقل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذه شبهة يرددها بعض الشيعة إما مستغلين جهل من لا يعرف أو يكونون جهلة أنفسهم. والحقيقة أن المنهج الشيعي يؤكد أن قول وفعل وتقرير الإمام حجة بذاته ومستقل عن كونه منسوبا أو رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومصادر الشيعة تؤكد استقلالية الأئمة إما بعلم خاص فيهم من الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغه للناس وكتمه وخصهم به أو ما صدر عنهم هم دون حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم وليس ما ورثوه من الرسول صلى الله عليه وسلم بل جائهم إلهاما ووحيا.

والباحث في هذا الجانب يجد عجائب لا تصدق نتناول المهم منها مرتبا في المداخلات القادمة.

=========

أولا - قول الأئمة مثل قول الله عز وجل:

--------------------------------------------------------------------------------

"إن حديث كل واحد من الأئمة الظاهرين قول الله عز وجل ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله عز وجل" الكافي شرح المازنداني 2/272

"يجوز من سمع حديثا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده بل يجوز أن يقول قال الله تعالى" الكافي شرح المازنداني 2/272

وفي حديث طويل منسوب لجعفر الصادق يسلسل فيه نسبة حديثه إلى الله عز وجل. الكافي 1/53 ووسائل الشيعة 18/58

"قولهم قول الله وأمرهم أمر الله وطاعتهم طاعة الله وإنهم لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه" الاعتقادات/ابن بابويه 106

والحقيقة أن قول الأئمة أعظم من قول الله عز وجل حسب ما مر علينا لأنه صار هو الحكم على القرآن وليس القرآن حكم عليه ولا يمكن بحال فهم القرآن حتى لو كان بالغ الوضوح إلا بتفسير وتأويل الأئمة.

==========

ثانيا: الأئمية يلهمون العلم ويوحى إليهم وحيا مباشرا وتسددهم الملائكة في التشريع

--------------------------------------------------------------------------------

وربما ينكر بعض الشيعة الوحي للأئمة لكن مردنا واحتكامنا في صحة نسبة هذه المقولة للشيعة هي كتبهم وليس مزاعم أفرادهم.

ففي الإلهام يقول الكافي "فأما النكت في القلوب فإلهام" اصول الكافي 1/264

وفي الوحي يقول الكافي "وأما النقر في الأسماع فأمر الملك" اصول الكافي 1/264

وفي عدة روايات للكافي يقول" الإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص" اصول الكافي 1/176

وفي الكافي وغيره "يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام الملك" الكافي 1/271 والبحار 26/68 وبصائر الدرجات 93

وشرحها المازنداني بقوله "وهو نقر في الأسماع بتحديث الملك" المازنداني 6/44

وفي البحار 15 رواية تحت باب "أنهم محدثون مفهمون" البحار 26/73

وهناك تفصيل أكثر لطريقة الوحي ونوع الملك العظيم الذي لم يأت لمحمد ولا للأنبياء اقرأ قولهم مما نسبوه للأئمة:

"إن منا لمن ينكت في أذنه وإن منا لمن يؤتى في منامه وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة على الطشت وإن منا لمن يأتيه أعظم من جبرائيل وميكائيل" البحار 26/358 وبصائر الدرجات 63 وانظر كذلك في البحار روايات كثيرة بهذا المعنى البحار 26/53

وفي تفسير قوله تعالى "أوحينا إليك روحا من أمرنا" نسبو للأئمة قولهم:

خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده" أصول الكافي 1/273 وفيها ست روايات.

ويتفننون في تفسير معنى روح القدس بقولهم:

"وفإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس إلى الإمام وبه عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى" و "وروح القدس لا يغفل ولا يلهو ولا يزهو" أصول الكافي 1/272 وهي باب كامل في الكافي فيه ست روايات وباب في البحار فيه 74 رواية بنفس المعنى البحار 25/47

هذه الرواية تؤكد أن أحد مصادر العلم عند الائمة هو الإلهام الوحي بطرق متعددة وهومن ضمن ما يسمونه بالعلم الحادث مقارنة بما سنتطرق له من العلم الموروث من النبي صلى الله عليه وسلم.

==========

ثالثا الأئمة يأخذون العلم من الله بلا واسطة

--------------------------------------------------------------------------------

بالطبع هذا قول عظيم وخطير لكنه والله مما هو موجود في كتبهم ومثبت وإليك النقولات:

قال أبو عبد الله كما يزعمون "إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله صلى الله عليه وآله العرش ووافى الأئمة عليهم السلام معه ووافينا معهم فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد ولولا ذلك لأنفدنا" أصول اكافي 1/254 والبحار 26/88 وبصائر الدرجات 36

وفي الكافي باب كامل لهذه الروايات "باب في أن الأئمة عليهم السلام يزدادون يوم الجمعة" اصول الكافي 1/253 فيه ثلاث رويات.

وفي البحار باب بروايات مشابهة بعنوان "باب أنهم يزدادون وأرواحهم تعرج إلى السماء" فيه 37 رواية 26/86

وبالغ صاحب البحار فجعل عليا يناجي الله وأن جبريل يملي عليه وذكر ذلك في 19 رواية. البحار 39/151

وفي البحار أن تحف الله وهداياه لعلي في 17 رواية. البحار 39/118

وفي البحار "إن الله يرفع للإمام عمودا ينظر به إلى أعمال العباد" فيه 16 رواية. البحار 26/132

===========

رابعا: الأئمة يعلمون بمشيئتهم، أي متى ما شاءوا يعلمون!!!

--------------------------------------------------------------------------------

وهذا من أغرب الأقوال التي تكاد تجعل الأئمة مستغنين حتى عن الله ولا محتاجين للذهاب تحت العرش والتعلم هناك !!

والحديث عن تعلم الأئمة بمشيئتهم لم يكن حديثا عابرا بخطأ في شرح أو هامش أو تعليق بل هي روايات متعددة في باب كتب بهذا المعنى تحت عنوان:

"باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا" فيه ثلاث روايات. أصول الكافي 1/258

فهذه المجموعة التي ذكرناها إذن هي العلم الحادث كما يسميه الشيعة(انظر الكافي 1/264) التي يتحصل للإمام مباشرة دون ان يكون وراثة من النبي صلى الله عليه وسلم.

وتضمن هذا العلم كما ذكرنا الإلهام أو الوحي من قبل الملك او الاتصال بالله سبحانه والسماع منه مباشرة أو بإرادة الأئمة المباشرة بأن يقررون أن يتعلموا شيئا جديدا فيتعلمون بمشيئتهم. وهذا العلم من أفضل علومهم كما قال شارح الكافي. المازنداني 6/44 وورد تفضيله في الكافي 1/264 والبحار 26/59 وبصائر الدرجات 92.

بعد هذا العلم الحادث نتناول العلم الموروث من النبي صلى الله عليه وسلم والانبياء قبله وله أسماء وأقسام كثيرة وفيه مفاجآت لا تقل عن ما مر معنا من مفاجآت.

===========











توقيع : نور الاسلام





 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة مايو 30, 2014 7:33 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الرتبه:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الصورة الرمزية

نور الاسلام

البيانات
الدولة : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 495
النقاط : 729
السٌّمعَة : 0
mms  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  08eedef47e502b3d3fea7d17ef9a24ee
الأوسمة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  510

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة مايو 30, 2014 7:33 pm



سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة


القسم الثاني من علم الأئمة: العلم الموروث من النبي والأنبياء قبله شفاهة

--------------------------------------------------------------------------------

يزعم الشيعة أن الأئمة لديهم كل علم الأنبياء والأوصياء الذين من قبل بل إنهم ولاة أمر الله وخزنة علمه. ففي الكافي عدة أبواب بهذا المعنى:

"باب إن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه" ست روايات أصول الكافي 1/192

"باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم" سبع روايات اصول الكافي 1/223

"باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل" أربع روايات. أصول الكافي 1/255

"باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه شريكه في العلم" ثلاث روايات. أصول الكافي 1/263

أما في البحار فعلي بن أبي طالب أعلم من بقية الأنبياء فيما عدا النبي صلى الله عليه وسلم:

"باب أنه -علي- صلوات الله عليه كان شريك النبي صلى الله عليه وآله في العلم دون النبوة وأنه علم كما علم صلى الله عليه وآله وأنه أعلم من سائر الأنبياء" 12 رواية. البحار 40/208

ولذلك فعلي عنده علم كل الأنبياء والملائكة "باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء " 63 رواية البحار 26/159

وزعموا أن عليا قال:" ايها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح" 82 رواية بهذا المعنى في البحار 40/127 وللموضوع ذكر عند بن بابويه في الخصال 2/174 وانظر في نفس المعنى بصائر الدرجات 89

لكن جعفر الصادق كما يزعمون يعتبر هذا العلم ليس له قيمة عند علم الأئمة الحقيقي ففي رواية قيل له "هذا والله هو العلم، قال إنه لعلم وليس بذاك" الكافي 1/238 والبحار 40/130 الخصال 2/176

وتزعم الشيعة أن عليا استمر يتلقى العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى بعد موته ففي البحار باب كامل بعنوان "باب ما علمه الرسول صلى الله عليه وآله عند وفاته وبعده" البحار 40/213 جاء في إحداها " فإذا فرغت من غسلي فأدرجني في أكفاني ثم ضع فاك على فمي قال ففعلت وأنبأني بماهو كائن إلى يوم القيامة" ورويات كثيرة مثلها وكذلك في بصائر الدرجات 80.

ومن الضروري جدا التنبيه إلى أن هذا العلم لم يكن من العلم ألذي بلغه الرسول صلى لله عليه للأمة بل هو مما خص به الأئمة يخرج منهم في أوقات مختلفة وهذا المعنى مخالف بشكل قطعي لما هو متفق عليه إجماعا أن النبي صلى الله عليه وسلم أتم الرسالة وأكمل الله الدين على يديه وأدى الأمانة وختم النبوة بل مقتضى هذا الكلام أن النبي صلى الله عليه وسلم كاتم للعلم مانع للناس من تعلمه وتاركه للأئمة فقط. وهذه المسألة التي لا شك تخرج صاحبهامن الملة لم تثبت استنتاجا بالروايات بل نصوا عليها بشكل صريح بمعناها المحدد. وإليك بعض النقولات في ذلك:

"الأحكام في الإسلام قسمان قسم أعلنه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وقسم كتمه وأودعه أوصياءه كل وصي يخرج منه ما يحتاجه الناس في وقته ثم يعهد به إلى من بعده" أصل الشيعة آل كاشف الغطاء 77و 146

"والسنة لم يكمل بها التشريع لأن كثيرا من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم احتاج أن يدخر علمها عند أوصيائه ليؤدوها عنه في أوقاتها" مصابيح الأصول لبحر العلوم 4

"إن النبي صلى الله عليه وسلم ضاقت عليه الفرصة ولم يسعه المجال لتعليم جميع أحكام الدين" تعليقات النجفي على أحقاق الحق 2/288

فهذه النقولات فيها تصريح مباشر بأن النبي صلى الله عليه وسلم -حاشاه- قد كتم الرسالة ولم يؤد الأمانة ولم يبلغ ما أرسل به من ربه وليست معان ضمنية تستنتج من النقولات أعلاه. وهذا لا شك في كونه كفر صريح لكننا لا نناقش هنا حكمه إنما نناقش منهجية الشيعة في مصادر التشريع والعلوم التي يعتمدون عليها.

ماذا بقي؟ بقي أن كل هذا العلم الذي أشرنا إليه كان العلم الشفوي وليس العلم المكتوب المنقول بالكتب والذي يسمونه بالمزبور. فما هو هذا العلم المزبور ؟ هذا ما سنراه في المداخلة القادمة.

==========

القسم الثالث من علم الأئمة: العلم الموروث من النبي والأنبياء قبله مكتوبا

--------------------------------------------------------------------------------

سوى ما ذكرناه من العلم الذي اجتمع لدى الأئمة شفاهة أو إملاء من النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك الكتب الموروثة بأسماء وأشكال مختلفة لا يحدها خيال.

"باب في أن لديهم كتب الانبياء عليهم السلام يقرءونها على اختلاف لغاتها" 27 رواية . البحار 26/180

"باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء عليهم السلام" اصول الكافي 1/231

"باب جهات علومهم وما عندهم من الكتب" 149 رواية. البحار 26/18

"باب أن في أن عندهم كتبا فيها أسماء الملوك الذين يملكون في الأرض" 7 روايات. البحار 26/155

"باب عندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسماء شيعتهم وأعدائهم" 40 رواية. البحار 26/117

أما الكتب التي اختصوا فيها ولم تكن من كتب الأنبياء فكثير ومنها ما أفرد له الكافي كتابا بعنوان "باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة" أصول الكافي 1/238

ومنها الجفر الأبيض وفيه "زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة وفيه ما يحتاج الناس حتى أن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة وربع الجلدة وإرش الخدش" البحار 26/37 وبصائر الدرجات 41

ومنها وصية الحسن والحسين "وفيها ما يحتاج الناس منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى" أصول الكافي 1/304 والبحار 26/54 وبصائر الدرجات 54

ومنها صحيفة "العبيطة" التي فيها سب لبعض قبائل العرب. بحار الأنوار 26/37 والبصائر 41

وهناك "كتاب علي" الذي وصفوه بأنه "مثل فخذ الرجل مطوي" البحار 26/51 وبصائر الدرجات 45

والأخبار في هذا الجانب كثيرة جدا يصعب نقلها ولسنا بحاجة إليه لكن فيها مبالغات وخيالات عجيبة كل رواية تعظم الكتاب أو الصحيفة أكثر من غيرها وتعظم فضلها ونظرة الأئمة لها وما فيها من علم. لكن الغريب أنهم يصرحون بأن بعض هذه الكتب مفضل على القرآن. فعن الصحيفة التي جاء ذكرها أعلاه ينسبون لأئمتهم قولهم"لو ولينا الناس لحكمنا بما أنزل الله لم نعد ما في هذه الصحيفة" البحار 26/22 وبصائر الدرجات 39

ومن أراد أن يعرف ما جاء في كتبهم عن هذه الصحائف والكتب السرية فلا يحتاج أن يقرأ ولا يبحث. كل ما يحتاج هو أن يتخيل ويبالغ بقدر ما يستطيع ولن يجد المبالغات التي خطرت في باله أعظم مما جاء في كتب الشيعة حول هذا الموضوع.

تصور أن في ذؤابة سيف علي صحيفة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف ألف باب ولم يخرج منها حسب ما جاء في البحار وبصائر الدرجات والاختصاص إلا حرفان فقط فكيف لو خرجت آلاف الأحرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

===========

الرواية عن الأئمة ..... طريقتها وقواعدها

--------------------------------------------------------------------------------

كتب الشيعة تنسب ما فيها من أحاديث عن الأئمة إما بإسناد أو بدون إسناد. وسواء كان الحديث مسندا أو غير مسند فالرواية تنسب لأحد الأئمة بمن فيهم الإمام الغائب. وقضية الروايةالتي تعتمد عليها كتب الشيعة تحتاج لتحليل عميق وطويل لكن نشير هنا إلى أمور أساسية في قضية الرواية وطريقة وصول الأحاديث لكتب الحديث الثمانية أو غيرها من كتب الشيعة.

أولا: مرويات الصحابة مرفوضة لديهم إلا قليلا جدا ممن زكتهم كتبهم. يقول محمد حسين كاشف الغطاء "أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية مقدار بعوضة" أصل الشيعة 79. وبهذا فإن كل كتب السنة تقريبا ومروياتهم وعلى رأسها صحيح البخاري ومسلم ليس لها عند الشيعة مقدار بعوضة من قيمة.

ثانيا: لا تقبل رواية إلا من يؤمن بالإمامة على طريقتهم حتى لو كان من آل البيت وترد رواية غيرهم مثل زيد بن علي بن الحسين (راجع الاستبصار 1/66) بل إن الكافي يكفر من خرج مطالبا بالحكم من آل البيت من غير الإثني عشر وبهذا تسقط روايتهم (أصول الكافي 1/372)

ثالثا: كثير من الأحاديث التي وردت في الكتب الثمانية وغيرها من كتب التفسير والعلوم الأخرى ليس فيها أي إسناد بل تنسب مباشرة للصادق أو الباقر أو غيرهما من أئمة الشيعة ومع ذلك تعتبر حجة فقط لمجرد وجودها في تلك الكتب.

رابعا: الأحاديث المسندة بأسانيد لم يناقش الشيعة حال سندها من حيث الانقطاع أو عدالة الرواة أو مسائل الشذوذ والعلة وغيرها بل تساق كما هي بما فيها من مسائل خطيرة وكفر صريح. وليس في التراث الشيعي علم حديث حقيقي ولا علم رجال تقاس به تلك الكتب بل إن علم الرجال والحديث لم يظهرا أصلا إلا في المئة الثامنة أو بعدها وليس له أصول متفق عليها بل كان محاولات غير منظمة ولا مرتبة لتقليد أهل السنة مبعثها الخجل من تهافت الروايات التي عندهم. وبالمناسبة فإن محاولات التصحيح والتمحيص في كتبهم أقرت كثيرا من أحاديث الكفر والخرافة الموجودة عندهم.

خامسا: إن كان هناك أحاديث مسندة فكثير منها يعتمد على رواة من أشر خلق الله كما أشارت روايات شيعية إلى ذلك كثيرا ومن أشهر الرواة الذين قدحت فيهم كتب الشيعة ونسبت لجعفر الصادق لعنهم وسبهم هم رواة اتكأ عليهم الكافي وغيره في نسبة الاحاديث للصادق والباقر في عدد هائل من الأحاديث. أما عدالة الرواة عند أهل السنة وفي كتب رجال أهل السنة فيكفيك أن يقال في كتب الرجال أنه رافضي حتى يعرف الجميع أنه كذاب لأن استحسان الكلام وتحويله إلى حديث عندهم ليس ذنبا. لكن كثير من رواة كتبهم مجهولون لكتب الرجال عند أهل السنة وهم حقيقة شخصيات قد تكون وهمية فعلا اختلقت في السند حتى تعطيه شيئا من المصداقية.

سادسا: الرواية بالسند المزعوم لم تنته عند الشيعة إلى الآن بل استمرت مع تأليف الكتب المتأخرة التي ظهرت بعد المئة الحادية عشرة. فإن كانت الرواية بالاسناد العالي القريب من الأئمة مليئة بالكذب فكيف بهذا الإسناد الذي ينسب الحديث للائمة بعد ثمانية أو تسعة قرون؟ وبإمكان أي شخص الآن أن يحذو حذو المجلسي مثلا الذي وضع كتابه في المئة الحادية عشرة ويؤلف كتابا ضخما وينسب فيه روايات للأئمة ونضمن له أن أحاديثه ستكون من ضمن الحديث المعمول به عند الشيعة.

سابعا: المنهج الشيعي في الرواية يقبل الرواية عن الإمام الثاني عشر المزعوم منذ ولادته إلى الآن. والرواية عن الغائب تعتبر عندهم عالية السند لأن الإمام الغائب هو أقرب الأئمة لنا بزعمهم مما يعطيها قوة على الروايات الأخرى. وأما كيف روى الرواة عن الإمام الثاني عشر فهذه قصة طويلة تجسدت فيها الخرافة والنصب والاحتيال نترك تفاصيلها عندما نتحدث عن المهدي ونكتفي هنا بالقول ان الرواية عن المهدي أو الغائب أو القائم أو الثاني عشر كلها تسميات لشخصية واحدة تحصل عن طريق رقاع خاصة ترسل كجواب منه على أسئلة ترده من الناس عن طريق الأبواب الذين هم الواسطة بينه وبين الناس. كما حصلت الرواية بشكل مباشر من قبل بعض من كتب كتب الشيعة وبعض علمائها ولايزال علماء الشيعة يزعمون أنهم يوافونه في الحج لحد الآن.

هذه إذن الطرق التي تتم بها توصيل الحديث من الإمام أو الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الكتاب في التراث الشيعي.











توقيع : نور الاسلام





 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة مايو 30, 2014 7:34 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الرتبه:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الصورة الرمزية

نور الاسلام

البيانات
الدولة : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 495
النقاط : 729
السٌّمعَة : 0
mms  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  08eedef47e502b3d3fea7d17ef9a24ee
الأوسمة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  510

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة مايو 30, 2014 7:34 pm



سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة


الكتب الأربعة الأولى

سبق أن أشرنا إلى أن كتب الحديث عند الشيعة ثمانية منها الأربعة القديمة والاربعة المـتأخرة. ونختار الآن تعليقنا على الكافي والكتب الأربعة. وقبل الحديث عن الكاتب ننقل نموذجين عن ما كتب عن أهمية وصحة هذه الكتب الأربعة:

قال الفيض الكاشاني المتوفي سنة 1091 هـ: "ان مدار الأحكام الشرعية اليوم على هذه الأصول الأربعة ، وهي المشهود عليها بالصحة من مؤلفيها" الوافي : 1/11.

وقال أغا بزرك الطهراني: "الكتب الأربعة والمجاميع الحديثية التي عليها استنباط الأحكام الشرعية حتى اليوم" الذريعة 2/14.

وجاء عن هذه الكتب كلام كثير لكن نكتفي بهذين النقلين.

===========

الكافي

--------------------------------------------------------------------------------

اول هذه المصادر وأصحها عندهم الكافي، لمحمد بن يعقوب الكليني، جاء في الذريعة : 17 / 245، النوري/ و مستدرك الوسائل : 3 / 432، ومقدمة الكافي للحر العاملي ووسائل الشيعة 20 / 71 ، ان هذا الكتاب أصح الكتب الأربعة المعتمدة عندهم، وانه كتبه في فترة الغيبة الصغرى التي بواسطتها يجد طريقاً إلى إثبات منقولاته من خلال التحقق منها عن طريق المهدي والأبواب.

وبلغت احاديث الكافي كما يقول العاملي 16099 حديثاً، أعيان الشيعة1 / 280 . وشرح الكافي عدد من شيوخهم ومن شروحه مرآة العقول للمجلسي، وقد أعتنى المجلسي بالحكم على احاديث الكافي من ناحية الصحة والضعف وصحح روايات تحريف القران. ومن شروحه كذلك شرح المازندارني للكافي المسمى شرح جامع، وكذلك الشافي شرح أصول الكافي.

والمجلدان الأول والثاني من الكافي تسمى الكافي في الاصول وهي أصول الكافي وتتعلق بمسائل التوحيد والعدل والإمامة وأكثر ما فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في الإمامة والأئمة الاثنى عشر والنص عليهم وصفاتهم وأحوالهم وزيارة القبور والحديث عن اعدائهم ،وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلحظ أن كل شيء تقريبا يدور في الفلك الإمامة والأئمة وقضايا العقيدة. أما المجلدات الباقية فهي في الفقه وهو ما يسمى (فروع الكافي). وبذلك يختلف الكافي عن الكتب الثلاثة الأولى والتي خصصت للفقه فقط. ويعتقد أن كثيرا مما في الكافي منقول من كتاب بصائر الدرجات دون العزو له وهذا الكتاب كما أشرنا سابقا من أشد الكتب غلوا في آل البيت والطعن في القرآن والصحابة رضي الله عنهم.

ومثل كثير من كتب الشيعة هناك كلام كثير عن تزوير ضخم حصل في نسخ هذا الكتاب ففي حين يقول حسين بن حيدر الكركي العاملي (المتوفي سنة 1076 هـ): إن كتاب الكافي خمسون كتابا بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة. روضات الجنات 6/ 114، بينما نرى شيخهم الطوسي (المتوفى سنة 360 هـ) يقول: "كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتابا اخبرنا بجميع رواياته الشيخ" الفهرست 161. فهل زيد على الكافي للكليني فيما بين القرن الخامس والحادي عشر عشرون كتابا ، مع أن كل كتاب يضم عشرات الأبواب ، وكل يشمل مجموعة من الاحاديث. واختلفوا هل كتاب الروضة- وهو أحد كتب الكافي التي تضم مجموعة من الابواب وكل باب يتضمن عددا كبيرا من الاحاديث- هل هو من تأليف الكليني أم مزيد فيما بعد على كتابة الكافي، روضات الجنات 6/ 118- 176. فكأن أمر الزيادة شيء طبيعي ووارد في كل حال.

ومن العجائب أن كتاب الكافي لم يشر إله أحد من أهل السنة حتىكبار العلماء المحققين المهتمين بالشعية من أمثال بن جزم وبن تيمية والذهبي، ولم يكن معروفا سوى في مدونات عند الشيعة إلى أن بعث من جديد في الحكم الصفوي ربما بعد التزوير والتحريف. مما يعني أن الكتاب كان يتداول سرا وبنسخ نادرة تسمح بالتزوير بسهولة ولا يستبعد حتى أن تكون اختلقت ونسبت للأولين.

قارن بين هذا وبين البخاري ومسلم اللذين نقلا بالتواتر حفظا ونسخا منذ أن كتبا. فالنووي مثلا يروي صحيح مسلم في شرحه عن ست طرق مستقلة تماما حفظا غير النسخ المكتوبة، وبن حجر يروي البخاري حفظا بالاسناد بطرق أكثر مستقلة غير النسخ المكتوبة كذلك. أما كتب الشيعة كالكافي فليس فيها حفظ ولا وسيلة في التأكد من النسخ بل ولا حتى تأكيد أنها كانت موجودة على مدى قرون من السنين.

===========
بقية الكتب الأربعة الأولى

--------------------------------------------------------------------------------

ثانيا: من لا يحضره الفقيه لمحمد بن بابوية القمي المتوفي سنة 381 المشهور بالصدوق (يسمونه الصدوق رغم انه كذب أكبر كذبة بزعمه لقاء المهدي) واشتمل الكتاب على 176 بابا اولها باب الطهارة وآخرها باب النوادر ، وبلغت أحاديثه (9044) وقد ذكر في مقدمة كتابه أنه ألفه بحدف الأسانيد لئلا تكثر طرقه وانه استخرجه من كتب مشهورة عندهم وعليها المعول، ولم يورد فيه إلا ما يؤمن بصحته. أنظر في التعريف بهذا الكتاب الخوانساري / روضات الجنات6 / 230- 237 وأعيان الشيعة : 1 / 280 ، مقدمة من لا يحضرة الفقيه.

ثالثا تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة أبي جعفر بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 360 هـ انظر في التعريف به : النوري الطبرسي / مستدرك الوسائل : 3 / 719 ، الذريعة : 4/ 504 مقدمة تهذيب الأحكام . وقد ألفه لمعالجة التناقض والاختلاف الواقع في رواياتهم ولكنه بدلا من ذلك أدى إلى زيادة الخلاف والاختلاف ، وبلغت أبوابه 393 بابا . بل إن الطوسي قال بإنه "جمع في كتابه تهذيب الأحكام جميع ما يتعلق بالفقه من احاديث أصحابهم وكتبهم وأصولهم لم يتخلف عن ذلك إلا نادر قليل وشاذ يسير" الاستبصار 1 /2. ومثلما قيل عن الكافي في تزوير النسخ أو حتى الاختلاق يقال عن التهذيب، فحين يقول كثير إن كتاب تهذيب الأحكام للطوسي بلغت احاديثه (13950) حديثاً كما ذكر ذلك أغا بزرك الطهراني في الذريعة، الذريعة : 4/ 504، ومحسن العاملي في أعيان الشعية، أعيان الشيعة 1/ 288، وغيرهما من شيوخهم المعاصرين فان الشيخ الطوسي نفسه صرح في كتابه عدة الأصول بأن أحاديث التهذيب واخباره تزيد على (5000) ومعني ذلك أنها لا تصل إلا إلى (6000) في أقصى الأحوال، أنظر الإمام الصادق ص 458، فهل زيد عليها أكثر من الضعف في العصور المختلفة أم أن هذه الكتب وضعت فيما بعد في أيام الدولة الصفوية ،ونسبت لشيوخهم الأوائل؟ ؟!

رابعا: الاستبصار للطوسي أيضا واعتبروه كتابا مستقلا مع إنه اختصار للكتاب السابق كما صرح بذلك الطوسي في مقدمة الاستبصار. الاستبصار 1/ 2-3 . وكما يبدو واضحاً لمن شاء المقارنة بين الكتابين كل ذلك بهدف زعم كثرة الكتب غيرة من أهل السنة.

وفي الجملة فإن فكرة الفقه والتبويب في هذه الكتب تقليد لأهل السنة لأن الشيعة لم يكن عندهم فقه مستقل إلا بعد تأليف هذه الكتب، بل إنهم يعترفون أن جمهور الشيعة كانوا قديما يقلدون السنة في المسائل الفقهية بسبب غياب النص الذي يعملون به. وقد أقر الشيعة بأنه لم يبلغهم علم الحلال والحرام ومناسك الحج إلا عن طريق ابي جعفر وأقروا بأن الشيعة قبل ذلك كانوا يتعبدون فيما جاء عن صحابة رسول- صلى الله عليه وسلم، "كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون الى الناس" أصول الكافي 2/20، تفسير العياشي 1/ 252- 253، البرهان 1/ 386، رجال الكشي 425.

لكن بعد أن أصبحوا متفردين بالتأليف استرسلوا بالكذب والتأليف والاختلاق في قضايا الفقه مثلما كانوا يكذبون في قضايا العقيدة فصارت لهم تفردات غريبة عن عامة الفرق الإسلامية حتى في الفقه ومسائل منكرة لا تخطر على البال. وقد نقل ابن عقيل الفقيه الحنبلي بعض هذه المسائل وهو يتعجب منها. كما سجلها ابن الجوزي في المنتظم ( المنتظم 8 / 120 ) من خط ابن عقيل. وأشار بن الجوزي إليها في كتابه الموضوعات بقوله "ولقد وضعت الرافضة كتابا في الفقه وسموه مذهب الإمامية ، وذكروا فيه ما يخرق إجماع المسلمين مما ليس عليه دليل أصلاً" الموضوعات 1/ 338. لكن الشيعة أنفسهم كانوا مهتمين بهذا التفرد عن باقي الفرق الإسلامية فقد جمع جزءاً منها شيخهم المرتضى في كتاب سماه الانتصار طبع عدة طبعات ويسمى مسائل الانفرادات في الفقه،( لؤلؤ البحرين ص 320. )

============

الكتب الأربعة المتأخرة - الوافي

--------------------------------------------------------------------------------

1) الوافي(، لشيخهم محمد بن مرتضى المعروف بملا محسن الفيض الكاشاني المتوفى سنة 1091 هـ ويقع في 3 مجلدات كبار ، وطبع في إيران ، وبلغت أبوابه 273 بابا، وعدوه أصلاً مستقلاً، مع انه عبارة عن جمع لأحاديث الكتب الأربعة المتقدمة ( الكافي والتهذيب والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه ) فكيف يعد أصلاً خامساً، ومستقلاً وهو تكرار لأحاديث الكتب الأربعة؟ مرة أخرى غيرة من أهل السنة ومحاولة تكثير عدد كتبهم.

وقال محمد بحر العلوم- من المعاصرين- بأنه يحتوي على نحو خمسين الف حديث.( لؤلؤ البحرين "الهامش" ص 122 ) بينما يذكر محسن الأمين بأن مجموع ما في الكتب الأربعة (44244) حديثا (أعيان الشيعة : 1 / 280 ) وهذه نفس المشكلة في تزوير النسخ في كتبهم وتأليف مزيد من الأحاديث وزعم نسبتها للكتب القديمة أو للأئمة.

===========

الكتب الأربعة المتأخرة - البحار

--------------------------------------------------------------------------------

2_ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار لمحمد باقر المجلسي ( المتوفي سنة 1110 او 1111 هـ)، قالوا بأنه أجمع كتاب في الحديث، جمعه مؤلفه من الكتب المعتمدة عندهم. جمع فيه مؤلفه رواياتهم عن الأئمة من كتبهم الأربعة التي عليها المدار في جميع الأعصار- كما يقولون- وزاد عليها روايات أخذها من كتب الأصحاب المعتبرة تزيد على 70 كتابا، كما ذكر صاحب الذريعة. لكن المجلسي نفسه يقول "اجتمع عندنا بحمد الله سوى الكتب الربعة نحو مائتي كتاب ، ولقد جمعتها في بحار الانوار" اعتقادات المجلسي ص 24، مصطفي الشيبي / الفكر الشيعي ص 61.

وتجد ان بحار الأنوار وضعه مؤلفه في خمس وعشرين مجلدا ولما كبر المجلد الخامس والعشرين جعل شطراً منه في مجلد آخر فصار المجموع (26) مجلداً، أنظر الذريعة 3 / 27، فقام المعاصرون وزادوا فيه كتباً ليست من وضع المؤلف كجنة المأوى للنوري الطبرسي وهداية الأخبار للمسترحمي ومجلدات في الإجازات ليبلغوا به في طبعة جديدة مائة وعشرة مجلدات تبدأ من الصفر، حيث إن المجلد الأول يحمل رقم صفر. وموضوع البحار تتعلق بمسائل التوحيد والعدل والإمامة، وأكثر ما فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في الإمامة والأئمة الاثنى عشر والنص عليهم ، وصفاتهم ، وأحوالهم ، وزيارة القبور، والحديث عن اعدائهم ، وعلى رأسهم صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونلحظ أن كل شيء –في الغالب- يدور في الفلك الإمامة والأئمة
================

الكتب الاربعة المتاخرة - الوسائل

--------------------------------------------------------------------------------

3- وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة تأليف شيخهم محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفي سنة 1104 هـ. وذكر العاملي بأنه توفر عنده اكثر من ثمانين كتابا عدا الكتب الأربعة وقد جمع ذلك في وسائل الشيعة انظر الوسائل ج1، المقدمة، والذريعة 4 / 352 – 353. ولكن ذكر الشيرازي في مقدمة الوسائل بأنها تزيد على 180 ولا نسبة بين القولين إلا احتمال التزوير والكذب.

وقد ذكر الحر العاملي أسماء الكتب التي نقل عنها فبلغت أكثر من ثمانين كتابا ، وأشار إلى انه رجع الى كتب غيرها كثيرة الا انه أخذ منها بواسطة من نقل عنها ( طبع ثلاثة مجلدات عدة مرات، ثم طبع أخيرا بتصحيح وتعليق بعض شيوخهم في عشرين مجلدا ) ( الشيرازي مقدمة الوسائل ، أعيان الشيعة 1 / 292- 293، الذريعة 4 / 352-353، الحر العاملي وسائل الشيعة 1 /4-8 و ج 20/ 36-49 ).

============

الكتب الأربعة المتأخرة - مستدرك الوسائل

--------------------------------------------------------------------------------

4- مستدرك الوسائل، لحسين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ. قال أغا بزوك الطهراني "اصبح كتاب المستدرك كسائر المجاميع الحديثه المتأخره في أنه يجب على المجتهدين الفحول أن يطلعوا عليها ويرجعوا إليها في أستباط الأحكام، وقد أذعن بذلك جل علمائنا المعاصرين " الذريعة 2 / 110-111 ، ثم استشهد ببعض أقوال شيوخهم المعاصرين باعتماد المستدرك من مصادرهم الأساسية، الذريعة 2/ 111.

ولكن يبدو أن البعض لم يوافق على ذلك فنجد صاحب أحسن الوديعة ينتقد بشدة هذا الكتاب ويقول بانه "نقل منه عن الكتب الضعيفة الغير معتبرة ... والأصول الغير ثابته صحة نسختها حيث إنها وجدت مختلفة النسخ أشد الاختلاف "، ثم قال بان أخباره مقصورة على ما في البحار، وزعها على الأبواب المناسبة للوسائل، كما قابلته حرفا بحرف (محمد مهدي الكاظمي / أحسن الوديعة ص 74 ). وقد جمع فيه ثلاثة وعشرين ألف حديث عن لأئمة (الذريعة 21/ 7) لم تعرف من قبل فهي متأخرة عن عصور الأئمة بمئات السنين .

فإذا كان هؤلاء قد جمعوا تلك الأحاديث عن طريق السند والرواية فكيف يثق عاقل برواية لم تسجل طيلة أحد عشر قرناً او ثلاثة عشر قرناً !! وإذا كانت مدونة في كتب فلم يعثر على هذه الكتب إلا القرون المتأخرة.

أما المؤلف الطبرسي نفسه فيقول أنه عثر على كتب لم تدون من قبل رغم انه من المعاصرين، يقول أغا بزرك الطهراني " والدافع لتأليفه عثور المؤلف على بعض الكتب المهمة التي لم تسجل في جوامع الشيعة من قبل" الذريعة 21/ 7 وجعلوا هذه الأحاديث المكتشفة والتى جمعها مستدرك الوسائل مما لا يستغى عنه قال الخراساني كما ينقل صاحب الذريعة بان الحجة عندهم في قول شيوخهم – هكذا-. وقد تستمر مسيرة الاكتشافات للكتب والروايات.

وكما ذكرنا سابقا فالوسائل ومستدرك الوسائل كتب في الفقه بينما البحار في العقائد أو ما يسمونا الأصول. وأما الوافي فهو جمع للكتب الأربعة.

=================

الحكم بصحة هذه المدونات أو الكتب أو "الأحاديث" عملية تحتاج لتحليل طويل يستعرض فيه منهج الشيعة في الرواية. وأول مرحلة في دراسة منهج الرواية هو معرفة طبقات الروات عند الشيعة بدءا بالصحابة وانتهاء بكتاب الكتب الثمانية. ثم بعد ذلك ينظر في نظام الرواية وطريقتهم في توثيق الرجال وطريقتهم في تصحيح الأحاديث.

==========

طبقة الصحابة

--------------------------------------------------------------------------------

نبدأ بطبقة الصحابة ثم نتابع إلى الطبقات التالية.

الصحابة كلهم مستثنون من الرواية عن الشيعة إلا عدد قليل جدا، يقول محمد حسين آل كاشف الغطا بخصوص ذلك"إن الشيعة لا يعتبرون من السنة -أعني الأحاديث النبوية- إلا ما صح لهم من طرق اهل البيت.. أما مايرويه مثل ابو هريرة، وسمرة بن جندب، وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لم عند الإمامية مقدار بعوضة" اصل الشيعة وأصولها ص 79. فهو هنا يقرر أن مذهب الشيعة هو قبول "ما صح لهم من طرق أهل البيت" دون ما سواه من روايات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا عرفنا أن الاثني عشرية تعنى بأهل البيت الأئمة الاثنى عشر. هذا في الرواية أما في تزكية الصحابة عموما فسنشير لذلك في نهاية هذه المداخلة.

وإذا عرفنا أن الذي ادرك الرسول صلى الله عليه وسلم من الأئمة وهو مميز هو أمير المؤمنين علي فقط وقدر يسير جدا من حياة الحسن والحسين، وعليه فهل يتمكن علي رضي الله عنه من نقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها للأجيال؟ مع أنه لا يكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل الاحيان، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسافر ويستخلفه في بعض الاحيان كما في غزوة تبوك، كما كان علي يسافر ورسول الله في المدينة فقد بعثه رسول الله الى اليمن، وكذلك ألحقه بأبي بكر حين أرسله لأهل مكة. وكيف يطلع علي رضي الله عنه على حال الرسولصلى الله عليه وسلم في بيته والتي يختص بنقلها زوجاته أمهات المؤمنين وهذا من اسرار وحكم تعددهن؟

بل الحقيقة "أن بلاد الإسلام بلغهم العلم عن رسول الله من غير طريق علي رضي الله عنه، وعامة من بلغ عنه صلى الله عليه وسلم من غير اهل بيته فضلا أن يكون هو علي وحده، فقد بعث رسول الله صلى عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام ويعلم الأنصار القرآن ويفقههم في الدين، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد على مكة فاين قول من زعم انه لا يبلغ عنه إلا رجل من اهل بيته؟" منهاج السنة 4/ 139، وقال أهل العلم إنه ( لم يرو عن علي إلا خمسمائة وستة وثمانون حديثاً مسندة يصح منها نحو خمسين حديثاً) ،* ابن حزم/ الفصل/ : 4/213، منهاج السنة:4/ 139، فهل سنة الرسول هى هذه فقط؟

ومن الظرائف أن هذه المعلومة اعترف بها الشيعة بطريقة غير مباشرة حين أقروا بأنهم لم يبلغهم علم الحلال والحرام ومناسك الحج إلا عن طريق ابي جعفر (الباقر). وهذا يعني أنه لم يبلغهم عن شيء في هذا قبل ذلك، وأن أسلافهم كانوا يتعبدون فيما جاء عن صحابة رسول صلى الله عليه وسلم، " كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون الى الناس..". أصول الكافي: 2/20، تفسير العياشي: 1/ 252- 253، البرهان 1/ 386، رجال الكشي: ص 425.


لكن لماذا نبذ الشعية روايات الصحابة وقد زكاهم القرآن في مواضع كثيرة وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشفع للصحابه عند الشيعة صحبتهم لرسول الله وجهادهم في سبيل الله وتضحياتهم وسابقتهم وبذلهم الارواح والمهج ومفارقتهم للاهل والوطن ونشرهم للإسلام في أصقاع الأرض؟

السبب بسيط جدا وهو أن تزكية الصحابة تعني أنهم لم يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يعني بالضرورة سقوط نظرية الإمامة وولاية علي لأنهم لو كان الصحابة صادقين لما كتموا خبر ولاية علي ولما ترددوا في بيعة علي فورا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولذلك اضطر الشيعة اضطرارا لتجريح جماعي وبالجملة للصحابة بحيث أن الصحابة في الجملة متآمرون على تعطيل أحكام الدين وعلى رأس المؤامرة أعظم الصحابة وأفضلهم وأزكاهم الخلفاء الثلاثة والعشرة المبشرين بالجنة والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار فضلا عن باقي الصحابة ممن زكاهم القرآن ممن بايع تحت الشجرة ومن ذهب لغزوة تبوك هذا سوى التزكية العامة للصحابة في آخر سورة الفتح.

مقابل هذه التزكية من القرآن يعتقد الشيعة أن من انكر إمامة واحد من الأئمة ولو كان الغائب المزعوم فهو كابليس كما نص على ذلك ابن بابوية القمي إكمال الدين ص 13. وليس المقام هنا سرد موقف الشيعة من الصحابة فهذا فيه نصوص كثيرة عندهم تكفر الصحابة وتتهم بالردة والنفاق وتسمي أبابكر وعمر صنمي قريش وتلعنهما لعنا عظيما وتعتبر لعنهما من أعظم القربات. بل يذهب الشيعة إلى درجة جنونية في بغض الصحابة والحنق عليهم أشد من الحنق على أعداء الإسلام إلى زعم أن أبا بكر وعمر يرجعان إلى الحياة مع المهدي من أجل أن يصلبهما ويحرقهما انتقاما لعلي رضي الله عنه كونهما سلبا منه الخلافة ويقولون أن هذا من باب رجعة أشد الناس جرما وظلما وكفرا وزندقة.

لكن من تناقضات الشعية الصارخة أن الشيعة وهم يجرمون من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد معه وعاش معه فإنهم في المقابل يزكون من يزعم أنه رأى الغائب المزعوم في غيبته ويضعونه في أعلى مرتبة من مراتب التزكية التي تعلو على العدالة وتكاد تقترب من العصمة. يقول الممقاني "تشرف الرجل برؤية الحجة- عجل الله فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه- بعد غيبته فنستشهد بذلك على كونه في مرتبة اعلى من مرتبة العدالة ضرورة" تنقيح المقال 1/ 211. سبحان الله أليس رسول الله اعظم من منتظر موهوم مشكوك في وجوده حتى عند الشيعة الذين كانوا في زمانه، فانظر وتعجب كيف يُزكى رجل يدعي رؤية معدوم، مع أن زعمه المجرد يجب أن يعتبر دليل كذبه، ويُطعن في صحابة رسول الله الذين ثبتت رؤيتهم للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وعاشوا معه وجاهدوا معه وثبت ذلك عنهم بالتواتر الذي لا يشكك فيه الشيعة!! أفلا كانت رؤيتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بحد ذاتها تزكية جريا على نفس القاعدة؟

ومن التناقضات التي تفضح السبب المباشر لعدم تزكية الصحابة أن الشيعة يرفضون رواية الصحابة فقط لأنهم لم يبلغوا عن ولاية علي مع عجزهم عن تجريمهم في شؤون أخرى ومع ذلك يقبلون رواية آخرين من غير الصحابة ممن أنكر إمامة بعض أئمتهم. وقد اكد الحر العاملي على ان الطائفه الامامية عملت بأخبار الفطحية مثل عبدالله بن بكير واخبار الواقفيه مثل سماعه بن مهران. وكثيرا ما تقرأ في تراجم رجالهم بان فلانا فطحي وذك واقفي وهذا من الناووسية وكل هذه الطوائف الثلاث تنكر بعض ائمة الاثنى عشريه، ومع ذلك يعدون جمله من رجالها ثقات.

جاء في رجال الكشي بخصوص محمد بن وليد الخزاز ومعاوية بن حكيم ومصدق بن صدقه ومحمد بن سالم بن عبد الحميد "وهؤلاء كلهم فطيحه وهم من اجلة العلماء والفقهاء والعدول، وبعضهم ادرك الرضا- رضي الله عنه- وكلهم كوفيون" رجال الكشي ص 563. وزكى الكشي الحسن بن علي بن فضال وعلي بن حديد بن حكيم وعمرو بن سعيد المدايني و كلهم من الفطحيه. وكان ابو خالد السجستاني وعلي بن جعفر المروزي وعثمان بن عيسى وحمزة بن بزيغ كلهم من الواقفه، ومع ذلك وثقوهم وعملوا بمروياتهم معرضين عن قول امامهم ( الزيديه والواقفه والنصاب بمنزلة واحدة من حيث إنكار بعض أئمة الشيعة اختلافهم معهم في قضية العصمة) بل إن الكشي نفسه قال عن الواقفه " والواقف عائد عن الحق ومقيم على سيئة ان مات بها كانت جهنم مئواه وبئس المصير" رجال الكشي ص 456، وقال "يعيشون حيارى ويموتون زنادقه...فأنهم كفار مشركون زنادقه" رجال الكشي ص 456. ومع هذا تقبل رواية هؤلاء وترد روايات الصحابه- رضوان الله عليهم- اليس هذا هو التناقض بعينه؟!

فاذا ادركنا انهم ردوا رويات الصحابه لردهم النص المزعوم على علي وأن هؤلاء من الواقفه والفطيحه ينكرون مجموعه من الامامه ويجحدون النصوص الوارده فيهم عن الائمه قبلهم، تبين أن الجميع يشتركون في نفس العله المزعومه التي من اجلها رفضوا مرويات الصحابه وهو انكار احد الائمه.. اذا ادركنا ذلك، ادركنا إن السبب الحقيقي هو التخلص من ورطة سقوط العنصر الأساسي في التشيع وهو القول بإمامة علي وبذلك يصبح تجريم الصحابة عملا براجماتيا مصلحيا وليس منهجيا. ولهذا نصر نحن في هذا المنتدى على استحالة التفريق بين التشيع الاثني عشري وعدالة الصحابة.

وأخيرا فمن العجائب عند الشيعة أن نجد اعترافا بأن الصحابة رغم "جريمتهم الكبرى في إخفاء خبر الإمامة " صادقون، ولا ندري كيف فلت هذا الخبر من بين كتبهم. جاء في الكافي وبحار الأنوار "عن ابن حازم قال : قلت لابى عبد الله ..فاخبرنى عن اصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -صدقوا على محمد -صلى الله عليه وسلم ام كذبوا؟ قال.. بل صدقوا" اصول الكافي : 1/65، بحار الأنوار ، 2/ 228،

===========

الطبقة التالية -- التابعون وأتباع التابعين

--------------------------------------------------------------------------------

بعد الصحابة لا يوجد في روايات الشيعة من الرجال من طبقة التابعين أحد تقريبا. حتى المنتسبون للتشيع السياسي مع علي رضي الله عنه ومع الحسن والحسين لا يعدون ثقات عند الشيعة لأنهم لم يؤمنو بالولاية والإمامة على طريقتهم. ولذلك فإن الروايات عن علي والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين قليلة جدا وما وجد منها فإما إنه بدون إسناد أو منسوب لمجاهيل وقد تقدم معنا دراسة الكتاب المنسوب للشخص المجهول سليم بن قيس الهلالي.

أما أتباع التابعين فربما ابتدأت الرواية في نهاية فترتهم حين تكاثر التلاميذ المزعومون حول الباقر والصادق. أما علي بن الحسين رضي الله عنه فلم يرد عنه روايات مسندة إلا عدد قليل جدا ما عدا ذلك فهو نفس حالة الروايات التي قبله إما قليل جدا أو منسوبة لمجاهيل.

ولو عملت دراسة مسح سريعة لوفيات الرجال المعروفين في روايات الشيعة لتبين أن من وجد منهم في هذه الطبقات الثلاث قليل جدا بينما تكاثر الرواة بعد ذلك أي بعد ظهور الباقر والصادق.

وبسبب ندرة الرواة الذين يعتمد عليهم الشيعة في تلك الفترة اضطر الشيعة في مناظراتهم ونقاشهم للاعتماد على كتب السنة. ويلجأ الشيعة بالذات لكتب السنة التي لم يتلتزم فيها مصنفوها الصحة ويجدون بغيتهم في أبواب الفضائل أو كتب التاريخ التي عادة ما يتساهل فيها الرواة أكثر من تساهلهم في قضيايا الأحكام والعقائد لكن مع ذلك يسندونها يوبرئون ذمتهم بذلك ويتركون الحكم عليها لغيرهم.

في المداخلة القادمة نتناول دراسة أعمق لعلم الرجال عند الشيعة كما تعرضها كتبهم. وسبب دفع الحديث عن الرجال للمداخلة القادمة هو لأن الطبقة القادمة هي التي تركز فيها معظم رجال الشيعة الذين روي عنهم والذين رووا عن الباقر والصادق.

============











توقيع : نور الاسلام





 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة مايو 30, 2014 7:37 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الرتبه:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الصورة الرمزية

نور الاسلام

البيانات
الدولة : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 495
النقاط : 729
السٌّمعَة : 0
mms  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  08eedef47e502b3d3fea7d17ef9a24ee
الأوسمة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  510

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة مايو 30, 2014 7:37 pm



سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة


كتب الحديث عند الشيعة

--------------------------------------------------------------------------------

مسألة هامة جدا لا بد من إدراكها وهي إن حقيقة المذهب الشيعي تستقر في كتب المذهب المرجعية وهي الكتب الثمانية. وقد يقول بعض الشيعة إن بعض ما في هذه الكتب غير صحيح لكن لا يستطيع أي شيعي أن ينكر مرجعيتها في الجملة. السبب أنها مصدر المذهب ومصدر التعريف بعقائد وافكار ومنهج وفقه المذهب، ولذلك فالمنكر لها منكر للمذهب بالضرورة. وهذه مسألة هامة لفهم التشيع والمذهب الشيعي، وهي في نظري أهم من تناول المذهب الشيعي من جهة العقائد أو المواقف التاريخية و المذهبية والفقهية مباشرة.

وكمثال على ما أقول مستفيدا مما مضى في شرح الفكرة فإن القرآن (حاشاه) نفسه عالة على هذه الكتب التي تفسر القرآن بمعاني وردت فيها منسوبة للأئمة ليس لها إي علاقة بظاهر القرآن، ومع ذلك فتفسير تلك الكتب هو المعنى الملزم للشخص الشيعي ولا يجوز له أن يأخذ بظاهر القرآن بدلا منها.

ورغم أهمية تاريخ التدوين عند الشيعة فإنها لا تزال مسألة غامضة ويصعب ربطها بتاريخ التشيع نفسه دون تحقيق عميق بسبب كثرة الكذب والاختلاق والنسبة لمجاهيل في مدونات المذهب. لكن معرفة تاريخ التدوين على كل حال مهمة لأنها تفسر كمية التناقض و الاضطراب في المدونات الشيعية.

وباختصار فإن عمدة المذهب الشيعي على ثمانية كتب منها الأربعة القديمة والأربعة المتأخرة .

فالاربعة القديمة هي

- الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني توفي 329هـ
- "من لا يحضره الفقيه" للصدوق محمد بن بابويه القمي توفي 381هـ
- تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي توفي 360 هـ
- الاستبصار للطوسي أيضا.

والأربعة المتأخرة هي

- الوافي لمحمد بن مرتضى الكاشاني توفي 1091 هـ
- بحار الأنوار الجامعة لددر أخبار الأئمة الأطهار لمحمد بن باقر المجلسي توفي 1111هـ
- وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة لمحمد بن الحسن الحر العاملي توفي 1104
- مستدرك الوسائل لحسين النوري الطبرسي توفي 1320

وهناك كتاب هام عند الشيعة لا يذكر بين الثمانية مع إنه بكامله موجود في إحداها وهو أقدم منها جميعا وهو كتاب: "بصائر الدرجات في علوم آل محمد وما خصهم الله به" لمحمد بن حسن الصفار القمي توفي 290 هـ. وهذا الكتاب غاية في الغلو في آل البيت وتكفير الصحابة والطعن في كتاب الله سبحانه والجزم بتحريفه. ولسبب أو لآخر لا يذكر الكتاب بين الكتب العمدة لكنه على كل حال منقول بالكامل وبالحذافير في كتاب البحار للمجلسي. وقد أشار أحد الأعضاء في هذا المنتدى بأنه ملتزم بهذا الكتاب ويفترض أن التزامه به دليل على أنه من أهل الغلو في الأئمة وتكفير الصحابة والإيمان بالطعن في كتاب الله.

في المداخلة التالية نعرض لكتاب مزعوم يحاول الشيعة أن يسابقوا به أهل السنة في أقدمية التأليف لأن كتبهم كلها متأخرة. بعدها نتناول الكتب الثمانية بالتحليل والتعليق ومن ثم نتناول بإذن الله علم الحديث والرجال والتخريج عند الشيعة.

=============

كتاب سليم بن قيس المزعوم

--------------------------------------------------------------------------------

نظرا لغياب المدونات الشيعية القديمة (من خلال ما ترى من تواريخ الوفيات) يحاول الشيعية التعويض عن ذلك من خلال اختلاق كتاب منسوب لشخص مجهول أسموه سليم بن قيس الهلالي من أصحاب الإمام علي كما يزعمون.

تقول أسطورة هذا الكتاب إن سليم بن قيس كان من أصحاب الإمام علي وإنه هرب من الحجاج ولجأ إلى أبان بن أبي عياش ومات عنده. وعندما حضرته الوفاة أعطاه ذلك الكتاب. ويقر الشيعة بأن الكتاب لم يروه عن سليم المزعوم هذا غير أبان بن أبي عياش (الفهرست لابن النديم219، روضات الجنات للخوانساري 4/67، رجال الحلي83، جامع الرواة الأردبيلي1/347، البرهان للبروجردي104). والآن لنرى من هو سليم بن قيس ومن هو أبان بن أبي عياش:

سليم بن قيس شخصية مختلقة لم يرد لها ذكر في كتب التاريخ ولا الرجال ولا الرواة. وقد استقصى أحد الباحثين هذه الكتب مثل الطبري وبن كثير وشذرات الذهب وطبقات بن سعد ولسان الميزان والتاريخ الكبير والصغير وتهذيب الكمال وغيرها من كتب التاريخ والرجال فلم يجد له أي ذكر على الإطلاق. أما مصادر الشيعة ففي رجال الحلي ص 83 يقول "إن سليما لا يعرف ولا ذكر في خبر". والسؤال الذي يثار إنه كيف يكون شخص مهم يؤلف أول كتاب بهذا الحجم والأهمية لا يرد له ذكر مطلقا في كتب التاريخ والرجال مع إن كتب الرجال سمت كل أبناء الطوائف الأخرى؟

أما أبان بن أبي عياش فاسمه فيروز بن اسماعيل الذي توفي 138 هـ. وأبان هذا مجروح عند أهل السنة فما بين من اعتبره متروك الحديث مثل الإمام أحمد وبين من اتهمه بالكذب مثل شعبة. ومتهم كذلك عند كتاب الرجال من الشيعة بالوضع بل متهم بأنه وضع الكتاب كاملا. انظر رجال الحلي 206 والرجال لابن داود 413. وحدد الشعراني في تعليقه على شرح المازنداني للكافي تاريخ وضعه بأنه آخر الدولة الأموية 2/373 .

فإن كان مؤلف الكتاب مجهولا والذي روى عنه كذاب فعليك الحساب.

لكن الكتاب حتى بدون النظر في سنده ساقط متنا لأن فيه ثغرات يستحيل أن يكون معها كتابا صحيحا.

الثغرة الأولى التي امتلأ منها الكتاب هي الغلو في علي أشد من غلو بعض المحدثين فهو يخاطب عليا بـ (يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيئ عليم) وأن الشمس خاطبت عليا بذلك وسمعها أبو بكر وعمر ووالمهاجرون والأنصار فصعقوا ثم أفاقول بعد ساعات. كتاب سليم 83 . والكتاب ملئ بمثل هذا الغلو الكفري الصريح.

الثغرة الثانية وجود بعض الروايات التي تكشف الكذب بشكل صريح والتي أشار إليها حتى علماء الرجال عند الشيعة. فالكتاب يقول "إن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت لأنه غصب الإمامة من علي" قالوا كيف يعظ أبه وعمره حين مات أبوه ثلاث سنوات والسنة والشيعة متفقون أنه ولد في حجة الوداع؟ روضات الجنات للخوانساري 4/67 ورجال الحلي 83.

الثغرة الثالثة وهي القاتلة عند الشيعة الإثناعشرية ما ورد فيه من أن الإئمة ثلاثة عشر وليسوا إثني عشر. وهذا ما أدى إلى جزم بعض علماء الشيعة بأن الكتاب "موضوع لا مرية فيه" رجال الحلي 83 والرجال لابن داود 413.

غير أنه (وكدليل على انعدام المنطق عند الشيعة و تلذذهم بالاختلاق والكذب) يصر الأكثر من الشيعة على اعتماد هذا الكتاب وينسبون لآل البيت تزكية له.

يقول النعماني "وليس بين الشيعة خلاف في أن كتاب سليم بن قيس أصل من أكبر كتب الأصول وأقدمها .... وهو من الأصول التي ترجع الشيعة لها وتعول عليها" الغيبة 61 وفي وسائل الشيعة كلام قريب 20/210

وقال المجلسي "هو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في الإسلام" ثم أورد أربع روايات (بهتانا) بأن علي بن الحسين قال بعد أن قرئ عليه الكتاب "صدق سليم" البحار 1/156

وقد خرّج عليه واعتمد على روايته الكافي في الأصول والصدوق في من لايحضره الفقيه والطبرسي في الاحتجاج والمفيد في الاختصاص وفرات في التفسير وغيرهم.

بل بعضهم زعم أن الصادق (حاشاه) قال " من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس فلم يكن عنده من أمرنا شيئ ولا يعلم من أسبابنا شيئا وهو سر من أسرار آل محمد" هامش وسائل الشيعة 20/42 والذريعة للطهراني 2/152

واضطرب الأمر على بعضهم فسعى للترقيع بين من قال إنه موضوع ومن قال إنه أصل من أصول الشيعة فقال " إنه موضوع لغرض صحيح" الشعراني تعليق على شرح الكافي 2/373 . ورقع آخر بقوله "والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه" الحلي 83 ووسائل الشيعة 20/210. سبحان الله حتى الكلام الفاسد يتوقف فيه ولا يعلن استنكاره!!

ويعتبر هذا الكتاب وطريقة نسخه من نماذج كذب الشيعة حتى في الكتابة وليس في الرواية الشفوية فقط حيث قيل أن النسخ المتأخرة في الكتاب ليس فيها ما جاء مما قرأه الأولون وذكروه ووثقوه في كتبهم. يقول العاملي "والذي وصل إلينا من نسخه ليس فيها شيئ فاسد ولا شيئ مما استدل به على الوضع" الوسائل 20/210 . وحدد الخوانساري أحد التحريفات في النسخ بقوله "إن ما وصل إلينا من نسخ الكتاب هو أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت" روضات الجنات 4/69. سبحان الله التحريف واضح وتغير محمد بن أبي بكر بعبد الله بن عمر انقلاب كامل لأن شخصية عبد الله بن عمر ليست مما يمكن أن ينسب لها مواقف شبيهة بمواقف محمد بن أبي بكر.

وسنرى في تعليقنا على الكافي أن هناك خلاف كبير بين الكافي الموجود الآن والكافي الحقيقي بسبب التزوير في النسخ.

===============

الكتب الأربعة الأولى

سبق أن أشرنا إلى أن كتب الحديث عند الشيعة ثمانية منها الأربعة القديمة والاربعة المـتأخرة. ونختار الآن تعليقنا على الكافي والكتب الأربعة. وقبل الحديث عن الكاتب ننقل نموذجين عن ما كتب عن أهمية وصحة هذه الكتب الأربعة:

قال الفيض الكاشاني المتوفي سنة 1091 هـ: "ان مدار الأحكام الشرعية اليوم على هذه الأصول الأربعة ، وهي المشهود عليها بالصحة من مؤلفيها" الوافي : 1/11.

وقال أغا بزرك الطهراني: "الكتب الأربعة والمجاميع الحديثية التي عليها استنباط الأحكام الشرعية حتى اليوم" الذريعة 2/14.

وجاء عن هذه الكتب كلام كثير لكن نكتفي بهذين النقلين.

===========

الكافي

--------------------------------------------------------------------------------

اول هذه المصادر وأصحها عندهم الكافي، لمحمد بن يعقوب الكليني، جاء في الذريعة : 17 / 245، النوري/ و مستدرك الوسائل : 3 / 432، ومقدمة الكافي للحر العاملي ووسائل الشيعة 20 / 71 ، ان هذا الكتاب أصح الكتب الأربعة المعتمدة عندهم، وانه كتبه في فترة الغيبة الصغرى التي بواسطتها يجد طريقاً إلى إثبات منقولاته من خلال التحقق منها عن طريق المهدي والأبواب.

وبلغت احاديث الكافي كما يقول العاملي 16099 حديثاً، أعيان الشيعة1 / 280 . وشرح الكافي عدد من شيوخهم ومن شروحه مرآة العقول للمجلسي، وقد أعتنى المجلسي بالحكم على احاديث الكافي من ناحية الصحة والضعف وصحح روايات تحريف القران. ومن شروحه كذلك شرح المازندارني للكافي المسمى شرح جامع، وكذلك الشافي شرح أصول الكافي.

والمجلدان الأول والثاني من الكافي تسمى الكافي في الاصول وهي أصول الكافي وتتعلق بمسائل التوحيد والعدل والإمامة وأكثر ما فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في الإمامة والأئمة الاثنى عشر والنص عليهم وصفاتهم وأحوالهم وزيارة القبور والحديث عن اعدائهم ،وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلحظ أن كل شيء تقريبا يدور في الفلك الإمامة والأئمة وقضايا العقيدة. أما المجلدات الباقية فهي في الفقه وهو ما يسمى (فروع الكافي). وبذلك يختلف الكافي عن الكتب الثلاثة الأولى والتي خصصت للفقه فقط. ويعتقد أن كثيرا مما في الكافي منقول من كتاب بصائر الدرجات دون العزو له وهذا الكتاب كما أشرنا سابقا من أشد الكتب غلوا في آل البيت والطعن في القرآن والصحابة رضي الله عنهم.

ومثل كثير من كتب الشيعة هناك كلام كثير عن تزوير ضخم حصل في نسخ هذا الكتاب ففي حين يقول حسين بن حيدر الكركي العاملي (المتوفي سنة 1076 هـ): إن كتاب الكافي خمسون كتابا بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة. روضات الجنات 6/ 114، بينما نرى شيخهم الطوسي (المتوفى سنة 360 هـ) يقول: "كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتابا اخبرنا بجميع رواياته الشيخ" الفهرست 161. فهل زيد على الكافي للكليني فيما بين القرن الخامس والحادي عشر عشرون كتابا ، مع أن كل كتاب يضم عشرات الأبواب ، وكل يشمل مجموعة من الاحاديث. واختلفوا هل كتاب الروضة- وهو أحد كتب الكافي التي تضم مجموعة من الابواب وكل باب يتضمن عددا كبيرا من الاحاديث- هل هو من تأليف الكليني أم مزيد فيما بعد على كتابة الكافي، روضات الجنات 6/ 118- 176. فكأن أمر الزيادة شيء طبيعي ووارد في كل حال.

ومن العجائب أن كتاب الكافي لم يشر إله أحد من أهل السنة حتىكبار العلماء المحققين المهتمين بالشعية من أمثال بن جزم وبن تيمية والذهبي، ولم يكن معروفا سوى في مدونات عند الشيعة إلى أن بعث من جديد في الحكم الصفوي ربما بعد التزوير والتحريف. مما يعني أن الكتاب كان يتداول سرا وبنسخ نادرة تسمح بالتزوير بسهولة ولا يستبعد حتى أن تكون اختلقت ونسبت للأولين.

قارن بين هذا وبين البخاري ومسلم اللذين نقلا بالتواتر حفظا ونسخا منذ أن كتبا. فالنووي مثلا يروي صحيح مسلم في شرحه عن ست طرق مستقلة تماما حفظا غير النسخ المكتوبة، وبن حجر يروي البخاري حفظا بالاسناد بطرق أكثر مستقلة غير النسخ المكتوبة كذلك. أما كتب الشيعة كالكافي فليس فيها حفظ ولا وسيلة في التأكد من النسخ بل ولا حتى تأكيد أنها كانت موجودة على مدى قرون من السنين.

===========
بقية الكتب الأربعة الأولى

--------------------------------------------------------------------------------

ثانيا: من لا يحضره الفقيه لمحمد بن بابوية القمي المتوفي سنة 381 المشهور بالصدوق (يسمونه الصدوق رغم انه كذب أكبر كذبة بزعمه لقاء المهدي) واشتمل الكتاب على 176 بابا اولها باب الطهارة وآخرها باب النوادر ، وبلغت أحاديثه (9044) وقد ذكر في مقدمة كتابه أنه ألفه بحدف الأسانيد لئلا تكثر طرقه وانه استخرجه من كتب مشهورة عندهم وعليها المعول، ولم يورد فيه إلا ما يؤمن بصحته. أنظر في التعريف بهذا الكتاب الخوانساري / روضات الجنات6 / 230- 237 وأعيان الشيعة : 1 / 280 ، مقدمة من لا يحضرة الفقيه.

ثالثا تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة أبي جعفر بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 360 هـ انظر في التعريف به : النوري الطبرسي / مستدرك الوسائل : 3 / 719 ، الذريعة : 4/ 504 مقدمة تهذيب الأحكام . وقد ألفه لمعالجة التناقض والاختلاف الواقع في رواياتهم ولكنه بدلا من ذلك أدى إلى زيادة الخلاف والاختلاف ، وبلغت أبوابه 393 بابا . بل إن الطوسي قال بإنه "جمع في كتابه تهذيب الأحكام جميع ما يتعلق بالفقه من احاديث أصحابهم وكتبهم وأصولهم لم يتخلف عن ذلك إلا نادر قليل وشاذ يسير" الاستبصار 1 /2. ومثلما قيل عن الكافي في تزوير النسخ أو حتى الاختلاق يقال عن التهذيب، فحين يقول كثير إن كتاب تهذيب الأحكام للطوسي بلغت احاديثه (13950) حديثاً كما ذكر ذلك أغا بزرك الطهراني في الذريعة، الذريعة : 4/ 504، ومحسن العاملي في أعيان الشعية، أعيان الشيعة 1/ 288، وغيرهما من شيوخهم المعاصرين فان الشيخ الطوسي نفسه صرح في كتابه عدة الأصول بأن أحاديث التهذيب واخباره تزيد على (5000) ومعني ذلك أنها لا تصل إلا إلى (6000) في أقصى الأحوال، أنظر الإمام الصادق ص 458، فهل زيد عليها أكثر من الضعف في العصور المختلفة أم أن هذه الكتب وضعت فيما بعد في أيام الدولة الصفوية ،ونسبت لشيوخهم الأوائل؟ ؟!

رابعا: الاستبصار للطوسي أيضا واعتبروه كتابا مستقلا مع إنه اختصار للكتاب السابق كما صرح بذلك الطوسي في مقدمة الاستبصار. الاستبصار 1/ 2-3 . وكما يبدو واضحاً لمن شاء المقارنة بين الكتابين كل ذلك بهدف زعم كثرة الكتب غيرة من أهل السنة.

وفي الجملة فإن فكرة الفقه والتبويب في هذه الكتب تقليد لأهل السنة لأن الشيعة لم يكن عندهم فقه مستقل إلا بعد تأليف هذه الكتب، بل إنهم يعترفون أن جمهور الشيعة كانوا قديما يقلدون السنة في المسائل الفقهية بسبب غياب النص الذي يعملون به. وقد أقر الشيعة بأنه لم يبلغهم علم الحلال والحرام ومناسك الحج إلا عن طريق ابي جعفر وأقروا بأن الشيعة قبل ذلك كانوا يتعبدون فيما جاء عن صحابة رسول- صلى الله عليه وسلم، "كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون الى الناس" أصول الكافي 2/20، تفسير العياشي 1/ 252- 253، البرهان 1/ 386، رجال الكشي 425.

لكن بعد أن أصبحوا متفردين بالتأليف استرسلوا بالكذب والتأليف والاختلاق في قضايا الفقه مثلما كانوا يكذبون في قضايا العقيدة فصارت لهم تفردات غريبة عن عامة الفرق الإسلامية حتى في الفقه ومسائل منكرة لا تخطر على البال. وقد نقل ابن عقيل الفقيه الحنبلي بعض هذه المسائل وهو يتعجب منها. كما سجلها ابن الجوزي في المنتظم ( المنتظم 8 / 120 ) من خط ابن عقيل. وأشار بن الجوزي إليها في كتابه الموضوعات بقوله "ولقد وضعت الرافضة كتابا في الفقه وسموه مذهب الإمامية ، وذكروا فيه ما يخرق إجماع المسلمين مما ليس عليه دليل أصلاً" الموضوعات 1/ 338. لكن الشيعة أنفسهم كانوا مهتمين بهذا التفرد عن باقي الفرق الإسلامية فقد جمع جزءاً منها شيخهم المرتضى في كتاب سماه الانتصار طبع عدة طبعات ويسمى مسائل الانفرادات في الفقه،( لؤلؤ البحرين ص 320. )

============

الكتب الأربعة المتأخرة - الوافي

--------------------------------------------------------------------------------

1) الوافي(، لشيخهم محمد بن مرتضى المعروف بملا محسن الفيض الكاشاني المتوفى سنة 1091 هـ ويقع في 3 مجلدات كبار ، وطبع في إيران ، وبلغت أبوابه 273 بابا، وعدوه أصلاً مستقلاً، مع انه عبارة عن جمع لأحاديث الكتب الأربعة المتقدمة ( الكافي والتهذيب والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه ) فكيف يعد أصلاً خامساً، ومستقلاً وهو تكرار لأحاديث الكتب الأربعة؟ مرة أخرى غيرة من أهل السنة ومحاولة تكثير عدد كتبهم.

وقال محمد بحر العلوم- من المعاصرين- بأنه يحتوي على نحو خمسين الف حديث.( لؤلؤ البحرين "الهامش" ص 122 ) بينما يذكر محسن الأمين بأن مجموع ما في الكتب الأربعة (44244) حديثا (أعيان الشيعة : 1 / 280 ) وهذه نفس المشكلة في تزوير النسخ في كتبهم وتأليف مزيد من الأحاديث وزعم نسبتها للكتب القديمة أو للأئمة.

===========

الكتب الأربعة المتأخرة - البحار

--------------------------------------------------------------------------------

2_ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار لمحمد باقر المجلسي ( المتوفي سنة 1110 او 1111 هـ)، قالوا بأنه أجمع كتاب في الحديث، جمعه مؤلفه من الكتب المعتمدة عندهم. جمع فيه مؤلفه رواياتهم عن الأئمة من كتبهم الأربعة التي عليها المدار في جميع الأعصار- كما يقولون- وزاد عليها روايات أخذها من كتب الأصحاب المعتبرة تزيد على 70 كتابا، كما ذكر صاحب الذريعة. لكن المجلسي نفسه يقول "اجتمع عندنا بحمد الله سوى الكتب الربعة نحو مائتي كتاب ، ولقد جمعتها في بحار الانوار" اعتقادات المجلسي ص 24، مصطفي الشيبي / الفكر الشيعي ص 61.

وتجد ان بحار الأنوار وضعه مؤلفه في خمس وعشرين مجلدا ولما كبر المجلد الخامس والعشرين جعل شطراً منه في مجلد آخر فصار المجموع (26) مجلداً، أنظر الذريعة 3 / 27، فقام المعاصرون وزادوا فيه كتباً ليست من وضع المؤلف كجنة المأوى للنوري الطبرسي وهداية الأخبار للمسترحمي ومجلدات في الإجازات ليبلغوا به في طبعة جديدة مائة وعشرة مجلدات تبدأ من الصفر، حيث إن المجلد الأول يحمل رقم صفر. وموضوع البحار تتعلق بمسائل التوحيد والعدل والإمامة، وأكثر ما فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في الإمامة والأئمة الاثنى عشر والنص عليهم ، وصفاتهم ، وأحوالهم ، وزيارة القبور، والحديث عن اعدائهم ، وعلى رأسهم صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونلحظ أن كل شيء –في الغالب- يدور في الفلك الإمامة والأئمة
================

الكتب الاربعة المتاخرة - الوسائل

--------------------------------------------------------------------------------

3- وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة تأليف شيخهم محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفي سنة 1104 هـ. وذكر العاملي بأنه توفر عنده اكثر من ثمانين كتابا عدا الكتب الأربعة وقد جمع ذلك في وسائل الشيعة انظر الوسائل ج1، المقدمة، والذريعة 4 / 352 – 353. ولكن ذكر الشيرازي في مقدمة الوسائل بأنها تزيد على 180 ولا نسبة بين القولين إلا احتمال التزوير والكذب.

وقد ذكر الحر العاملي أسماء الكتب التي نقل عنها فبلغت أكثر من ثمانين كتابا ، وأشار إلى انه رجع الى كتب غيرها كثيرة الا انه أخذ منها بواسطة من نقل عنها ( طبع ثلاثة مجلدات عدة مرات، ثم طبع أخيرا بتصحيح وتعليق بعض شيوخهم في عشرين مجلدا ) ( الشيرازي مقدمة الوسائل ، أعيان الشيعة 1 / 292- 293، الذريعة 4 / 352-353، الحر العاملي وسائل الشيعة 1 /4-8 و ج 20/ 36-49 ).

============

الكتب الأربعة المتأخرة - مستدرك الوسائل

--------------------------------------------------------------------------------

4- مستدرك الوسائل، لحسين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ. قال أغا بزوك الطهراني "اصبح كتاب المستدرك كسائر المجاميع الحديثه المتأخره في أنه يجب على المجتهدين الفحول أن يطلعوا عليها ويرجعوا إليها في أستباط الأحكام، وقد أذعن بذلك جل علمائنا المعاصرين " الذريعة 2 / 110-111 ، ثم استشهد ببعض أقوال شيوخهم المعاصرين باعتماد المستدرك من مصادرهم الأساسية، الذريعة 2/ 111.

ولكن يبدو أن البعض لم يوافق على ذلك فنجد صاحب أحسن الوديعة ينتقد بشدة هذا الكتاب ويقول بانه "نقل منه عن الكتب الضعيفة الغير معتبرة ... والأصول الغير ثابته صحة نسختها حيث إنها وجدت مختلفة النسخ أشد الاختلاف "، ثم قال بان أخباره مقصورة على ما في البحار، وزعها على الأبواب المناسبة للوسائل، كما قابلته حرفا بحرف (محمد مهدي الكاظمي / أحسن الوديعة ص 74 ). وقد جمع فيه ثلاثة وعشرين ألف حديث عن لأئمة (الذريعة 21/ 7) لم تعرف من قبل فهي متأخرة عن عصور الأئمة بمئات السنين .

فإذا كان هؤلاء قد جمعوا تلك الأحاديث عن طريق السند والرواية فكيف يثق عاقل برواية لم تسجل طيلة أحد عشر قرناً او ثلاثة عشر قرناً !! وإذا كانت مدونة في كتب فلم يعثر على هذه الكتب إلا القرون المتأخرة.

أما المؤلف الطبرسي نفسه فيقول أنه عثر على كتب لم تدون من قبل رغم انه من المعاصرين، يقول أغا بزرك الطهراني " والدافع لتأليفه عثور المؤلف على بعض الكتب المهمة التي لم تسجل في جوامع الشيعة من قبل" الذريعة 21/ 7 وجعلوا هذه الأحاديث المكتشفة والتى جمعها مستدرك الوسائل مما لا يستغى عنه قال الخراساني كما ينقل صاحب الذريعة بان الحجة عندهم في قول شيوخهم – هكذا-. وقد تستمر مسيرة الاكتشافات للكتب والروايات.

وكما ذكرنا سابقا فالوسائل ومستدرك الوسائل كتب في الفقه بينما البحار في العقائد أو ما يسمونا الأصول. وأما الوافي فهو جمع للكتب الأربعة.

=================

الحكم بصحة هذه المدونات أو الكتب أو "الأحاديث" عملية تحتاج لتحليل طويل يستعرض فيه منهج الشيعة في الرواية. وأول مرحلة في دراسة منهج الرواية هو معرفة طبقات الروات عند الشيعة بدءا بالصحابة وانتهاء بكتاب الكتب الثمانية. ثم بعد ذلك ينظر في نظام الرواية وطريقتهم في توثيق الرجال وطريقتهم في تصحيح الأحاديث.

==========

طبقة الصحابة

--------------------------------------------------------------------------------

نبدأ بطبقة الصحابة ثم نتابع إلى الطبقات التالية.

الصحابة كلهم مستثنون من الرواية عن الشيعة إلا عدد قليل جدا، يقول محمد حسين آل كاشف الغطا بخصوص ذلك"إن الشيعة لا يعتبرون من السنة -أعني الأحاديث النبوية- إلا ما صح لهم من طرق اهل البيت.. أما مايرويه مثل ابو هريرة، وسمرة بن جندب، وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لم عند الإمامية مقدار بعوضة" اصل الشيعة وأصولها ص 79. فهو هنا يقرر أن مذهب الشيعة هو قبول "ما صح لهم من طرق أهل البيت" دون ما سواه من روايات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا عرفنا أن الاثني عشرية تعنى بأهل البيت الأئمة الاثنى عشر. هذا في الرواية أما في تزكية الصحابة عموما فسنشير لذلك في نهاية هذه المداخلة.

وإذا عرفنا أن الذي ادرك الرسول صلى الله عليه وسلم من الأئمة وهو مميز هو أمير المؤمنين علي فقط وقدر يسير جدا من حياة الحسن والحسين، وعليه فهل يتمكن علي رضي الله عنه من نقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها للأجيال؟ مع أنه لا يكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل الاحيان، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسافر ويستخلفه في بعض الاحيان كما في غزوة تبوك، كما كان علي يسافر ورسول الله في المدينة فقد بعثه رسول الله الى اليمن، وكذلك ألحقه بأبي بكر حين أرسله لأهل مكة. وكيف يطلع علي رضي الله عنه على حال الرسولصلى الله عليه وسلم في بيته والتي يختص بنقلها زوجاته أمهات المؤمنين وهذا من اسرار وحكم تعددهن؟

بل الحقيقة "أن بلاد الإسلام بلغهم العلم عن رسول الله من غير طريق علي رضي الله عنه، وعامة من بلغ عنه صلى الله عليه وسلم من غير اهل بيته فضلا أن يكون هو علي وحده، فقد بعث رسول الله صلى عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام ويعلم الأنصار القرآن ويفقههم في الدين، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد على مكة فاين قول من زعم انه لا يبلغ عنه إلا رجل من اهل بيته؟" منهاج السنة 4/ 139، وقال أهل العلم إنه ( لم يرو عن علي إلا خمسمائة وستة وثمانون حديثاً مسندة يصح منها نحو خمسين حديثاً) ،* ابن حزم/ الفصل/ : 4/213، منهاج السنة:4/ 139، فهل سنة الرسول هى هذه فقط؟

ومن الظرائف أن هذه المعلومة اعترف بها الشيعة بطريقة غير مباشرة حين أقروا بأنهم لم يبلغهم علم الحلال والحرام ومناسك الحج إلا عن طريق ابي جعفر (الباقر). وهذا يعني أنه لم يبلغهم عن شيء في هذا قبل ذلك، وأن أسلافهم كانوا يتعبدون فيما جاء عن صحابة رسول صلى الله عليه وسلم، " كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون الى الناس..". أصول الكافي: 2/20، تفسير العياشي: 1/ 252- 253، البرهان 1/ 386، رجال الكشي: ص 425.


لكن لماذا نبذ الشعية روايات الصحابة وقد زكاهم القرآن في مواضع كثيرة وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشفع للصحابه عند الشيعة صحبتهم لرسول الله وجهادهم في سبيل الله وتضحياتهم وسابقتهم وبذلهم الارواح والمهج ومفارقتهم للاهل والوطن ونشرهم للإسلام في أصقاع الأرض؟

السبب بسيط جدا وهو أن تزكية الصحابة تعني أنهم لم يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يعني بالضرورة سقوط نظرية الإمامة وولاية علي لأنهم لو كان الصحابة صادقين لما كتموا خبر ولاية علي ولما ترددوا في بيعة علي فورا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولذلك اضطر الشيعة اضطرارا لتجريح جماعي وبالجملة للصحابة بحيث أن الصحابة في الجملة متآمرون على تعطيل أحكام الدين وعلى رأس المؤامرة أعظم الصحابة وأفضلهم وأزكاهم الخلفاء الثلاثة والعشرة المبشرين بالجنة والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار فضلا عن باقي الصحابة ممن زكاهم القرآن ممن بايع تحت الشجرة ومن ذهب لغزوة تبوك هذا سوى التزكية العامة للصحابة في آخر سورة الفتح.

مقابل هذه التزكية من القرآن يعتقد الشيعة أن من انكر إمامة واحد من الأئمة ولو كان الغائب المزعوم فهو كابليس كما نص على ذلك ابن بابوية القمي إكمال الدين ص 13. وليس المقام هنا سرد موقف الشيعة من الصحابة فهذا فيه نصوص كثيرة عندهم تكفر الصحابة وتتهم بالردة والنفاق وتسمي أبابكر وعمر صنمي قريش وتلعنهما لعنا عظيما وتعتبر لعنهما من أعظم القربات. بل يذهب الشيعة إلى درجة جنونية في بغض الصحابة والحنق عليهم أشد من الحنق على أعداء الإسلام إلى زعم أن أبا بكر وعمر يرجعان إلى الحياة مع المهدي من أجل أن يصلبهما ويحرقهما انتقاما لعلي رضي الله عنه كونهما سلبا منه الخلافة ويقولون أن هذا من باب رجعة أشد الناس جرما وظلما وكفرا وزندقة.

لكن من تناقضات الشعية الصارخة أن الشيعة وهم يجرمون من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد معه وعاش معه فإنهم في المقابل يزكون من يزعم أنه رأى الغائب المزعوم في غيبته ويضعونه في أعلى مرتبة من مراتب التزكية التي تعلو على العدالة وتكاد تقترب من العصمة. يقول الممقاني "تشرف الرجل برؤية الحجة- عجل الله فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه- بعد غيبته فنستشهد بذلك على كونه في مرتبة اعلى من مرتبة العدالة ضرورة" تنقيح المقال 1/ 211. سبحان الله أليس رسول الله اعظم من منتظر موهوم مشكوك في وجوده حتى عند الشيعة الذين كانوا في زمانه، فانظر وتعجب كيف يُزكى رجل يدعي رؤية معدوم، مع أن زعمه المجرد يجب أن يعتبر دليل كذبه، ويُطعن في صحابة رسول الله الذين ثبتت رؤيتهم للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وعاشوا معه وجاهدوا معه وثبت ذلك عنهم بالتواتر الذي لا يشكك فيه الشيعة!! أفلا كانت رؤيتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بحد ذاتها تزكية جريا على نفس القاعدة؟

ومن التناقضات التي تفضح السبب المباشر لعدم تزكية الصحابة أن الشيعة يرفضون رواية الصحابة فقط لأنهم لم يبلغوا عن ولاية علي مع عجزهم عن تجريمهم في شؤون أخرى ومع ذلك يقبلون رواية آخرين من غير الصحابة ممن أنكر إمامة بعض أئمتهم. وقد اكد الحر العاملي على ان الطائفه الامامية عملت بأخبار الفطحية مثل عبدالله بن بكير واخبار الواقفيه مثل سماعه بن مهران. وكثيرا ما تقرأ في تراجم رجالهم بان فلانا فطحي وذك واقفي وهذا من الناووسية وكل هذه الطوائف الثلاث تنكر بعض ائمة الاثنى عشريه، ومع ذلك يعدون جمله من رجالها ثقات.

جاء في رجال الكشي بخصوص محمد بن وليد الخزاز ومعاوية بن حكيم ومصدق بن صدقه ومحمد بن سالم بن عبد الحميد "وهؤلاء كلهم فطيحه وهم من اجلة العلماء والفقهاء والعدول، وبعضهم ادرك الرضا- رضي الله عنه- وكلهم كوفيون" رجال الكشي ص 563. وزكى الكشي الحسن بن علي بن فضال وعلي بن حديد بن حكيم وعمرو بن سعيد المدايني و كلهم من الفطحيه. وكان ابو خالد السجستاني وعلي بن جعفر المروزي وعثمان بن عيسى وحمزة بن بزيغ كلهم من الواقفه، ومع ذلك وثقوهم وعملوا بمروياتهم معرضين عن قول امامهم ( الزيديه والواقفه والنصاب بمنزلة واحدة من حيث إنكار بعض أئمة الشيعة اختلافهم معهم في قضية العصمة) بل إن الكشي نفسه قال عن الواقفه " والواقف عائد عن الحق ومقيم على سيئة ان مات بها كانت جهنم مئواه وبئس المصير" رجال الكشي ص 456، وقال "يعيشون حيارى ويموتون زنادقه...فأنهم كفار مشركون زنادقه" رجال الكشي ص 456. ومع هذا تقبل رواية هؤلاء وترد روايات الصحابه- رضوان الله عليهم- اليس هذا هو التناقض بعينه؟!

فاذا ادركنا انهم ردوا رويات الصحابه لردهم النص المزعوم على علي وأن هؤلاء من الواقفه والفطيحه ينكرون مجموعه من الامامه ويجحدون النصوص الوارده فيهم عن الائمه قبلهم، تبين أن الجميع يشتركون في نفس العله المزعومه التي من اجلها رفضوا مرويات الصحابه وهو انكار احد الائمه.. اذا ادركنا ذلك، ادركنا إن السبب الحقيقي هو التخلص من ورطة سقوط العنصر الأساسي في التشيع وهو القول بإمامة علي وبذلك يصبح تجريم الصحابة عملا براجماتيا مصلحيا وليس منهجيا. ولهذا نصر نحن في هذا المنتدى على استحالة التفريق بين التشيع الاثني عشري وعدالة الصحابة.

وأخيرا فمن العجائب عند الشيعة أن نجد اعترافا بأن الصحابة رغم "جريمتهم الكبرى في إخفاء خبر الإمامة " صادقون، ولا ندري كيف فلت هذا الخبر من بين كتبهم. جاء في الكافي وبحار الأنوار "عن ابن حازم قال : قلت لابى عبد الله ..فاخبرنى عن اصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -صدقوا على محمد -صلى الله عليه وسلم ام كذبوا؟ قال.. بل صدقوا" اصول الكافي : 1/65، بحار الأنوار ، 2/ 228،

===========











توقيع : نور الاسلام





 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10السبت مايو 31, 2014 11:33 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الرتبه:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الصورة الرمزية

Dr.Tarek

البيانات
الدولة : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 6188
النقاط : 1000012933
السٌّمعَة : 4
mms  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  5a22857c7dd6fbbaa066df1f2eb347da

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://www.islamy4u.com


مُساهمةموضوع: رد: سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10السبت مايو 31, 2014 11:33 am



سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة


شكرا علي الموضوع الجميل

جزاك الله كل خير ..

وجعله الله في ميزان حسناتك










توقيع : Dr.Tarek





 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الأربعاء يونيو 04, 2014 7:56 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الرتبه:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الصورة الرمزية

نور الاسلام

البيانات
الدولة : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 495
النقاط : 729
السٌّمعَة : 0
mms  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  08eedef47e502b3d3fea7d17ef9a24ee
الأوسمة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  510

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الأربعاء يونيو 04, 2014 7:56 pm



سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة


شكرا على المرور
نورت الموضوع بردك المميز










توقيع : نور الاسلام





 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة يونيو 06, 2014 1:40 am
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الرتبه:
...::|مؤسس إسلامي 4 يو|::...
الصورة الرمزية

Mr.MEhDI

البيانات
الدولة : الجزائر
ذكر
عدد المساهمات : 832
النقاط : 910
السٌّمعَة : 0

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Expire10الجمعة يونيو 06, 2014 1:40 am



سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة


موضوع رائع بارك الله فيك
ننتظر المزيد من طرحك الجميل










توقيع : Mr.MEhDI






الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2012

Jelsoft Enterprises Ltd. J

 سلسلة التعريف بالشيعة منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة  Forum