-نواقض الوضوء المتفق عليها والمختلف فيها كالنوم-مس الفرج-لمس المرأة- الدم-الريح من القبل-وغيره


قبل الكلام عن نواقض الوضوء نذكر حديث أبي هريرةرضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذَا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُم مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ يَغْمِسْ يَدَهُ في الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثًا، فَإِنّه لاَ يَدْرِي أيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ.



وقد اختلف الفقهاء في حكم غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء ممن قام من النوم؛ فذهب الجمهور إلى أن ذلك مستحب غير واجب، وذهب الحنابلة إلى وجوبه، وخصوه بمن قام من نوم الليل، لدلالة قوله: باتت يده على ذلك واستحبه الجمهور في القيام من كل نوم ، وهو طبعا كما ذكرنا مسنون في كل وضوء عند الكل ولكن اختلفوا في وجوبه حال القيام من النوم



ثانيا الواجب في الوضوء غسل العضو مرة واحدة ، وغسله ثلاثا هو الكمال ، ويجوز التفرقة في العدد بين الأعضاء في الوضوء الواحد اي ان اغسل عضو ثلاث مرات واغسل الآخر مرتين وعضو آخر مرة واحدة في نفس الوضوء او اتوضأ مرة مرة بالنسبة لكل الأعضاء او ثلاثة او اثنين ، كل هذا ورد في السنة ، فأقله مرة يحدث ويجزئ بها الواجب والكمال ثلاث مرات

نواقض الوضوء:

كل ما خرج من السبيلين وهما القبل والدبر: وهذا اجماع بين أهل العلم ، قال ابن المنذر ان اهل العلم اجمعوا ان خروج الغائط من الدبر وخروج البول من القبل وخروج المذي وخروج الريح من الدبر وزوال العقل باي شىء زال أحداث تنقض الوضوء والادلة كثير ، فقد قال الله تعالى في آية الوضوء (أو جاء أحد منكم من الغائط) وحديث صفوان بن عسال قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ قال رجل من حضرموت وما الحدث يأبا هريرة قال فساء أو ضراط

وقد ذكر ابو هريرة له الاحداث الاخف تنبيها على الاغلظ فإن الريح اخف من الغائط فإذا كانت ناقضة فالغائط ناقض (الفُساء بدون صوت والضُراط بصوت)

أما المذي ، فقد تقدم في الحديث عن علي رضي الله عنه قال كنت رجلا مذاء فكنت أستحيي أن أسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته فأمرت المقداد فسأله فقال يغسل ذكره ويتوضأ

وأما الودي وهو ماء ثخين يخرج عقب البول وحكمه حكم البول الاستنجاء والوضوء للصلاة ، أما المني ففيه الغسل

أما اذا خرج من الدبر شىء غير معتاد كالدود والحصى وغير ذلك فهل ينقض الوضوء؟ عند أكثر أهل العلم هو ناقض للوضوء كذلك

اذا ادخل في القبل والدبر شىء كمنظار مثلا ثم أُخرج هل ينقض الوضوء؟

الغالب انه ينقض الوضوء لانه لن يخلو من بلة النجس

اذا خرج البول او الغائط من غير السبيلين يعني فتحت اي فتحة في الجسم ليخرج منها ، فقد ذهب كثير من أهل العلم أنه ينقض الوضوء لعموم الادلة (من بول وغائط ونوم) وهذا بول وغائط وعموم الآية (أو جاء أحد منكم من الغائط) وهذا غائط ، وبعض العلماء يفصل في الأمر ويقول ما خرج من فتحة تحت المعدة ينقض الوضوء لانه يكون قد استحال وأصبح غائط واذا خرج من فوق المعدة لا ينقض الوضوء لانهم أعطوه حكم القئ والقئ لا ينقض الوضوء
حالات النوم الناقض والغير ناقض للوضوء

واختلف فيه أهل العلم وقد جاء الحديث الذي ذكرنا مبينا انه ناقض للوضوء وقول النبي صلى الله عليه وسلم ‏وِكَاءُ ‏ ‏السَّهِ ‏ ‏الْعَيْنَانِ فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ

والسَه اسم من أسماء الدبر ، والوكاء هو ما تشد به القربة ونحوها ، والمعنى اليقظة ، بأن العين هي رباط الانسان فهو لما يكون مستيقظ لانه بيكون شاعر بنفسه يستطيع امساك الريح او معرفة انه خرج فإذا نامت العين كأن صار الوعاء طليق بدون رباط فممكن أن يحدث ويخرج منه الريح دون ان يشعر فقالوا النوم عامة ينقض الوضوء ، وحديث صفوان بن عسال قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم ولكن بعض العلماء عارض هذا بأحاديث أخرى مثلما جاء عن أنس رضي الله عنه أنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون

ولهذا الحديث قال البعض ان النوم ليس بناقض للوضوء مطلقا وقال به سعيد بن المسيب وفي بعض الروايات (ويضعون جنوبهم على الأرض) وفي بعض الروايات (حتى يصبح لهم غطيط) والغطيط هو الصوت في مقدمة النوم وليس هو النوم نفسه الذي يقال له شخير او نخير ، انما الغطيط بيكون النفس ثقل فهذا يقال له غطيط

وهذان القولان متقابلان , كلٌّ منهما قد أخذ بطرف من الأدلة , أما جمهور العلماء فقد جمعوا بين هذه الأدلة ، فقالوا : إن النوم ينقض الوضوء في حالات معينة ، ولا ينقض في أخرى ، وإن كانوا اختلفوا في طريقة الجمع بين الأدلة .

ونستطيع ان نجمع بين الأحاديث فنقول النوم الذي ينقض به الوضوء الذي فيه تنام العين تماما واستطلق الوعاء ، نوم لا يشعر الانسان فيه بما حوله لانه نوم عميق فهذا نوم ينقض الوضوء ، وأما النوم الذي هو مبادئ النوم حتى لو سمع له غطيط ولكنه مازال عنده نوع اداراك واحساس فهذا لا ينقض الوضوء جمعا بين هذه الاحاديث وقد اختلف العلماء في تحديد قليل النوم وكثيره، فقيل: الكثير ما يتغير به النائم عن هيئته، ومنها: أن يرى حلماً.

قال ابن قدامة : والصحيح أنه لا حد له، لأن التحديد إنما يعلم بتوقيف ولا توقيف في هذا، فمتى وجدنا ما يدل على الكثرة مثل سقوط المتمكن وغيره انتقض وضوءه،

و اتفق العلماء انه زوال العقل بالإغماء والجنون والسكر بالخمر او النبيذ او البنج او الدواء كل ذلك ينقض الوضوء لان كل هذا زوال عقل فإذا كان النوم المستغرق ناقض اذا كل هذا يزول فيه العقل اكثر من النوم فكل هذا ناقض سواء قل او كثر وسواء كان ممكن للمقعدة او غير ممكنها

والبعض فرق بين النائم ممكن مقعدته من الارض فلا ينتقض وضوؤه واذا لم يكن ممكنا مقعدته من الأرض انتقض البعض فرق بين اذا كان قائما او مضطجعا والقليل والكثير والذي أميل اليه هو ما رجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالي

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مجموع الفتاوى عند تعداده لنواقض الوضوء :

" النوم إذا كان كثيراً بحيث لا يشعر النائم لو أحدث ، فأما إذا كان النوم يسيراً يشعر النائم بنفسه لو أحدث فإنه لا ينقض الوضوء ، ولا فرق في ذلك أن يكون نائماً مضطجعاً أو قاعداً معتمداً أو قاعداً غير معتمد ، فالمهم حالة حضور القلب ، فإذا كان بحيث لو أحْدث لأحسَّ بنفسه فإن وضوءه لا ينتقض ، وإن كان في حال لو أحْدث لم يحسّ بنفسه ، فإنه يجب عليه الوضوء ، وذلك لأن النوم نفسه ليس بناقض وإنما مظنة الحدث ، فإذا كان الحدثُ مُنتفياً لكون الإنسان يشعر به لو حصل منه ، فإنه لا ينتقض الوضوء . والدليل على أن النوم نفسه ليس بناقض أن يسيره لا ينقض الوضوء ، ولو كان ناقضاً لنقض يسيرهُ وكثيرهُ كما ينقض البولُ يسيرهُ وكثيره " انتهى .

وقال نحوه علماء اللجنة الدائمة :

" النوم المستغرق مظنة لنقض الوضوء فمن نام نوماً مستغرقاً في المسجد أو غيره وجب عليه إعادة وضوئه , سواء كان قائماً أو قاعداً أو مضطجعاً , وسواء كان في يده سبحة أم لا , أما إن كان غير مستغرق كالنعاس الذي لا يفقد معه الشعور فلا تجب عليه إعادة الوضوء لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على التفصيل المذكور " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (5/262) .

ثم الناقض الثالث: مس الفرج، واختلف أهل العلم هل مس الفرج ينقض الوضوء أم لا وسبب اختلافهم أن هناك روايات ظاهرها التعارض ، حديث طَلق بن علي أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يمس ذكره هل عليه الوضوء ؟ فقال : لا إنما هو بَضعة منك (أي قطعة منك)

وظاهر هذا الحديث ان مس الذكر لا ينقض الوضوء ن وبعض أهل العلم يرى ان مس الذكر او الفرج ينقض الوضوء لحديث بَسرة بنت صفوان رضي الله عنها (من مس ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ)، وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أيما رجل مس فرجه فليتوضأوأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ ، ولو قلنا بأنه ناقض للوضوء فإن المقصود مس الفرج باليد بدون حائل ، اما اذا كان هناك حائل فإنه لا ينقض الوضوء ن والراجح أن مس الفرج ينقض الوضوء لحديث بسر بنت صفوان وقد ثبت هذا الحديث عن كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة وهو متأخر الاسلام ، ويروى أن طلق بن علي قد المدينة في أول الهجرة وهم يبنون المسجد وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عدة أسئلة ومن ضمنها حديث مس الذكر فقال له صلى الله عليه وسلم فهل هو إلا بضعة منك ، ويقول ابن حبان أن طلق بن علي خرج بعدها من المدينة ولا يُعلم له رجوع بعد ذلك ، اذا هو يريد ان يقول ان حديث بسرة حديث متأخر ومن رواته أبو هريرة وهو قد أسلم في وقت خيبر ، فالحكم المتأخر هم الحكم المعمول به ، لكن بعض العلماء حاول اثبات ان لطلق بن علي رجوع آخر الى المدينة بعد هذا الحديث ، وان ثبت هذا فلن تصح مسألة النسخ هنا

ومن قالوا بعدم نقضه للوضوء قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم علق الحكم في حديث طلق بعلة دائمة اي انه بضعة منه ولا يمكن ان كانت هذه العلة ان يكون في يوم من الايام ليس بضعة منه ، والانسان اذا مس قطعة منه لا ينقض الوضوء ، وردوا على الاستدلال بحديث بسرة بنت صفوان بأنه المقصود فيه مس الذكر بشهوة ، وعلى هذا فرقوا بين من يمس ذكرة بشهوة فقد انتقض وضوؤه ومن يمس ذكره بغير شهوة لا ينتقض وضوؤه
وبهذا يحصل الجمع بين حديث بسرة ، وحديث طلق بن علي ، وإذا أمكن الجمع وجب المصير إليه قبل الترجيح والنسخ ؛ لأن الجمع فيه إعمال الدليلين ، وترجيح أحدهما إلغاء للآخر .

وأما القائلون بأن مس الفرج ينقض الوضوء فقد قالوا حديث بسرة حديث حظر وحديث طلق حديث اباحة واذا تعارض الحظر والاباحة قدم الحظر، فيكون مس الفرج ناقض للوضوء على الراجح من أقوال أهل العلم

والأولى للانسان أن يحطاط لدينه فمع كونه القول الارجح فهو كذلك القول الأحوط والأبرأ للذمة أن مس الفرج بدون حائل ناقض للوضو سواء كان بشهوة وهذا ليس محل الخلاف أو حتى بدون شهوة

والمقصود بمس الذكر هو مس العضو نفسه اما مس الخصيتين فلا ينقض الوضوء مطلقا سوا كان بحائل او بغير حائل ، بشهوة أو بغير شهوة لانه لا يقال لهما ذكر ولا يقال لهما فرج والاحاديث نصت على مس الذكر او الفرج

الناقض الرابع: أكل لحم الابل او الجَزور او البعير او الجمل (كل هذا بمعنى واحد وهم لحم الجمل) سواء نيئا أو مطبوخا أو مشويا لقول النبي صلى الله عليه وسلم من اكل لحم الجزور فليتوضأ ، حديث جابر ، سئل النبي صلى الله عليه وسلم أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ، قال : أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :إن شئت .رواه مسلم ، لكن لبن الابل لا ينقض الوضوء لانه ليس من اللحم ، اما باقي الجمل فهو من اللحم
وقال البعض ان الوضوء المقصود هنا هو الوضوء اللغوي وليس الوضوء الشرعي اي ان المقصود مجرد غسل اليدين بعد أكل لحم الابل وليس الوضوء في الشرع ، ولكن نقول ان الاصل في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ان يحمل على المعنى الشرعي ، فإن تعذر فإنه يحمل على المعنى اللغوي ، فإن تعذر يحمل على الحقيقة العرفية ن فهنا نحمله على الحقيقة الشرعية وذهب الى هذا عامة أهل الحديث بانه ناقض للوضوء

أما عن السؤال عن الحكمة من نقضه للوضوء ن فنقول أولا ان المسلم لابد ان يتعامل مع أحكام الشرع بالسمع والطاعة سواء ظهرت له الحكمة ام لم تظهر له الحكمة ، فهناك كثير من الاحكام الشرعية لم تظهر حكمتها والعلماء يحاولون ان يظهرون او يستنتجون لها بعض الحكم ، فإن كات صواب فذاك هي والا فلا نتوقف عن العمل بهذا الحكم الشرعي حتى تظهر له حكمة بل نعمل به ونجتهد في معرفة وإظهار الحكمة ن ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين أن الانسان يتطبع ويتأثر بطعامه وشرابه ولباسه وبيئته ونحو ذلك حتى إنه يتأثر باسمه الذي سُمي به ، ولذلك حرم الله علينا لحم الخنزير لما فيه من عدم النخوة وخبث طبعه حتى لا يتأثر المسلم بهذا الخبث فحرم الله تعالى علينا لحم الخنزير لهذا المعنى ولغيره من المعاني والاسباب ، وذكر في الحديث أن الشدة والحدة في الفدادين أصحاب الإبل أي الذين يتعاملون مع الابل تجد فيهم شدة وحدة وأن السكينة في أصحاب الغنم ، وقال ان لحم الابل في حد ذاته فيه قوة ناريه تزيد الشهوة والقوة ولا يُطفئ النار إلا الماء فناسب أن يتوضأ الانسان إذا أكل منها دون غيره من اللحوم والعلم عند الله عز وجل ، وليس من الضروري ان نصل الى العلة اصلا

ثم بعد ذلك مسألة لمس المرأة: هل لمس المرأة ينقض الوضوء أم لا؟

خلاف كذلك بين أهل العلم والصحيح أنه لا ينقض الوضوء سواء كانت من ذوات المحارم أو أجنبية أو زوجته لقول عائشة رضي الله تعالى عنها (كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي وإذا قام بسطتهما قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح)، وكذلك أنه صلى الله عليه وسلم قبل إحدى زوجاته ثم خرج ولا يتوضأ

وهذا هو الراجح من أقوال اهل العلم أنه لا ينقض الوضوء ، وبعض العلماء استدل بقول الله عز وجل (أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءا فتيمموا) على أن لمس المرأة ينقض الوضوء ، ويرد على ذلك بأن هنا الملامسة مفاعلة بين اثنين فالمقصود هنا بـ أو لامستم النساء أي الجماع، ونرى هنا أن الآية جمعت الطهارة الكبرى والصغرى والبديل عنهما وهو التيمم بدل الوضوء او الغسل ،

فلنتأمل الآية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تشكرون



ولو لم يوجد في الآية اي حدث اكبر وذكر فيها الاحداث الصغرى فقط لكان التيمم بديل عن الوضوء فقط دون الغسل ولكن بتفسير لامستم النساء على انه الجماع تكون الآية شملت الحدث الاصغر والاكبر ليكون التيمم يصلح بديل في الحالتين ن فقد ذكر في اول الآية الوضوء والغسل في الجنابة ثم حين ذكر البديل في عدم القدرة على الماء شملت كذلك الحدث الاصغر وهو الغائط وكذلك الاكبر وهو الجنابة ليكون التيمم بديل عن الوضوء والغسل ، فالصحيح انه ذكر من الحدث الاصغر ومن الحدث الاكبر اي ان المقصود بها الجماع وليس مجرد لمس النساء


ولكن القول بأن لمس المرأة لا ينقض الوضوء لا يعني انه يجوز للرجل ان يمس امرأة أجنبية ، فهناك فرق بين ما يتعلق بالوضوء وبين ما يتعلق بالحرمة ، فإن لمس المرأة لا ينقض الوضوء الا اذا خرج منه شىء من الشهوة ولكن مع حرمة مس المرأة الاجنبية فإنه يأثم بذلك ولو لم ينتقض الوضوء فليست نواقض الوضوء متربطة بالمعاصي ، ولهذا نقول هو ليس ناقض ولكنه محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم واليدان يزنيان فزناهما البطش وفي رواية وزناهما اللمس

وقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)

كنا قد تكلمنا عن مسألة نجاسة الدم من قبل ، وأما هل هو ناقض للوضوء أم لا ، فقد اختلف العلماء في مسألة نقضه للوضوء منهم من قال بأنه ناقض واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة نواقض الوضوء !!!??? إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ ، فتَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلاةٍ ) .، فَعَلَّلَ وجوبَ الوضوءِ بأنه دم عرق ، وكلُّ الدماء كذلك . وذهب كثير من العلماء انه لا ينقض الوضوء ، وقالوا أما حديث المستحاضة ، فأجابوا عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بذلك نفي كونه دم حيض ، أي ليس هذا الدم دم حيض وإنما هو دم عرق ، وإذا كان كذلك فإنك لا تتركين الصلاة ، بل تصلين ، غير أنك تتوضأين لكل صلاة .وكذلك حديث الرجل الذي أصيب بسهم في الصلاة ونزلت منه الدماء وأكمل صلاته
واحتجوا بأن الأصل عدم نقض الوضوء ، وليس هناك دليل صحيح يدل على نقض الوضوء بذلك . قال النووي رحمه الله :" وأحسن ما أعتقده في المسألة أن الأصل أن لا نقض حتى يثبت بالشرع ، ولم يثبت

ذهب بعض العلماء إلى أن القيء ينقض الوضوء ، منهم الإمامان أبو حنيفة وأحمد ، غير أن أحمد يشترط لنقض الوضوء أن يكون القيء كثيرا فاحشاً .
وذهب الإمام الشافعي إلى أن القيء لا ينقض الوضوء ، وهذا هو الصحيح ، لأنه ليس هناك دليل صحيح على نقض الوضوء بالقيء . فإنْ قال قائل : قدورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ . قلنا : هذا الحديث قد ضعًّفه أكثر أهل العلم .
و حديث ثوبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر وصببت عليه وضوءه فإن هذا الحديث ليس فيه دليل على ان القىء ينقض الوضوء ولا فيه دليل على انه يفطر الصائم ، لانه كان موافقة حال ، يعني كان في هذا الوقت يريد الوضوء ولم يقل ان وضوءه كان من أجل القىء


ما يدفعه رحم المرأة وهو السائل المهبلي من قصة بيضاء او صفرة او اي من نحو ذلك مما يخرج من المهبل ، اختلف فيه أهل العلم هل هو ناقض للوضوء ام لا ، فالبعض يرى انه ينقض الوضوء احتياطا ، وابن حزم قال كل ذلك لا ينقض الوضوء طالما ليس في زمن الحيض

وقيل الافرازات التي تجدها المرأة خاصة القصة البيضاء ومثلها فإنها طاهرة والراجح انها لا تنقض الوضوء ، اما اذا كانت صفرة او كدرة ودم ونحو ذلك فإنها بعد الاستنجاء تتوضأ
وعليه فالحيطة افضل والخروج من الخلاف اولى ومطلوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم دع ما ييبك الى ما لا يريبك ، هذا بالنسبة للوضوء منها فإنه الاحوط ولا يعني هذا انها نجسة ، فانها اذا كانت خارجة من المهبل فهي طاهرة وان كانت خارجة من من مخرج البول فهي نجسة ولكن في الحالتين سنأخذ بالرأس الذي يقول انها تنقض الوضوء

القهقهة ، هل القهقهة تنقض الوضوء كما قال ذلك بعض الفقهاء في مذهب الحنفية، نقول القهقهة لا تنقض الوضوء ولكنها تبطل الصلاة ، يعني من قهقه في الصلاة بطلت صلاته ولكن وضوءه لا يبطل

اذا شك في نقض وضوئه وهو في الصلاة يعني مثلا شك هل خرج منه ريح ام لا فالصحيح انه لا يخرج من الصلاة بناء على شك ولا ينقض الوضوء مجرد الشك ، لان الانسان اذا كان متوضئا بيقين فإن الطهارة هذه لا تزول الا بيقين وقد قال أهل العلم : اليقين لا يزول بالشك ، اذا لكي ينتقض وضوؤه اذا لابد ان يكون هناك يقين انه انتقض اما مجرد الشك فلا ينقض الوضوء، ولذلك جاء في الحديث عن عباد ابن تميم عن عمه عبد الله بن زيد قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد الشيء وهو في الصلاة فقال لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا

ليس المقصود فقط السماع والشم ولكن حتى يتيقن من وجود ناقض الوضوء او انه خرج منه شىء ن وعلى هذا اذا سمع صوت قرقرة في بطنه فإن هذه لا تكون ناقضة للوضوء لانه لم يخرج من السبيل فإنما مجرد صوت او ىء في بطنه لمغص او نحو ذلك لا يكون هذا ناقضا للوضوء

اما رجل كان متوضئا ثم شك هل أحدث وانتقض وضوؤه ام لا؟ حكم هذا انه متوضئ لان الأصل بقاء ما كان على ما كان واليقين لا يزال بالشك فطالما انه متوضئ ثم شك في الحدث فالأصل انه متوضئ

أما رجل كان على يقين انه انتقض وضوؤه لكنه شك هل توضأ بعد ذلك ام لا، نقول الأصل انه غير متوضأ وشك انه توضأ بعد ذلك اذا شكه انه على طهارة لا يزيل الاصل وهو يقينه انه على غير طهارة فهذا حكمه انه غير متوضئ لان الاصل بقاء ما كان على ما كان

الأكل والشرب لا ينقض الوضوء الا اذا كان لحم جذور ، ولكنه يسن في حق من أكل وشرب ان يتمضمض لما جاء في البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فمضمض وقال إن له دسم، يعني مجرد الدسم مضمض منه النبي صلى الله عليه وسلم
خروج ريح من القبل وليس من الدبر، وقد يحدث هذا كثير عند النساء أكثر من الرجال ، وفي المسألة خلاف ، يعني بعض أهل العلم يرى انه ينقض الوضوء مطلقا سواء كان من القبل أو الدبر ، وقال فريق آخر من العلماء ان خروج الريح من الدبر هو الذي ينقض الوضوء ، وأما من القبل فهذا لا ينقض الوضوء لان خروج الريح المعتبر في نواقض الوضوء هو ما خرج من الدبر ووافق القول بعدم نقضه للوضوء اذا كان الهواء من القبل اللجنة الدائمة فتاوى اللجنة الدائمة 5/259
و ذهب الحنفية والمالكية إلى عدم نقضه للوضوء لأنه خارج غير معتاد، ولعدم ورود الدليل الصريح بالنقض والأصل بقاء الوضوء، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه ينقض الوضوء، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا وضوء إلا من صوت أو ريح. رواه مسلم عن أبي هريرة، وقياسا على سائر ما يخرج من السبيلين، وهذا القول هو الأحوط،
لمس فرج الصغير الغير مميز، قال البعض لا ينقض الوضوء لانه لا عبرة بعورته ولذلك يجوز للرجل أن يغسل البنت الصغيرة ويجوز للمرأة ان تغسل الولد الصغير ، وعلى هذا فإن الام اذا غيرت للطفل ومست فرجه فإن هذا لا ينقض الوضوء ، وقال فريق آخر من العلماء انه ناقض للوضوء
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن المرأة إذا وضأت طفلها وهي طاهرة هل يجب عليها أن تتوضأ ؟
فأجاب :
" إذا وضأت المرأة طفلها أو طفلتها ومست الفرج فإنه لا يجب عليها الوضوء ، وإنما تغسل يديها فقط، لأن مس الفرج لغير شهوة لا يجب الوضوء، ومعلوم أن المرأة التي تغسل أولادها لا يخطر ببالها الشهوة ، فهي إذا وضأت الطفل أو الطفلة فإنما تغسل يديها فقط من النجاسة التي أصابتها ولا يجب عليها أن تتوضأ " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/203) .

سقوط النجاس على لا تنقض الوضوء، بعض الناس يظن ان مجرد سقوط نجاسة عليه او على ملابسه ينقض وضوءه وهذا ليس صحيح بل هو عليه ازالة هذه النجاسة من عليه فقط ليصلي ولا يجب عليه ان يغسل الثوب كله بل فقط يزيل النجاسة من على الجزء الذي وقعت عليه من الثوب اما باقي الثوب فلم يقع عليه شىء فلا يجب عليه غسله

دائم الحدث: دائم الحدث من أي ما ذكرنا من نواقض الوضوء سواء كان سلس بول او سلس ريح او غيره فإنه يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ويصلي حتى لو أحدث أثناء الصلاة فليكمل صلاته ونوافلها لانه معذور اذا كان دائم الحدث بحيث لا يتوقف عن هذا الحدث مدة تكفيه لطهارة وصلاة حتى يشفيه الله

مشكوووووووووووووووووووور على الموضوع

شكرا علي الموضوع الجميل

شكرا للمرور الجميل