إذا سجدت . تضع يديك أولا أم ركبتيك
للمصلي في اثناء السجود ثلاث حالات لا غير:
الأول أن يقدم يديه على ركبتيه دائما ومطلقا
الثاني عكسه
الثالث أن يقدم يديه تارة وركبتيه تارة أخرى
وبكل قال السلف
أما الأول والثاني فمعلوم
وأما الثالث فهو رواية عن مالك رواها عنه ابن عبد الحكم ذكرها ابن حبيب كما في شرح ابن بطال
إليكم بعض اقوال اهل العلم في هذا المسألة :
أخرج الطحاوي في «شرح معاني الآثار» 1/256 : عن عَلْقَمَةَ والأَسْوَدِ قَالا: حَفِظْنَا عن عُمَرَ في صلاته أنّه خَرَّ بَعْدَ رُكُوعِهِ على رُكْبَتَيْهِ كما يَخِرُّ الْبَعِيرُ، وَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قبل يَدَيْهِ ».
ـ وقال السرقسطي في الدلائل 3/992 : « هذا في السجود، يقول : لا يرمِ بنفسه معاً كما يفعل البعير الشارد غير المطمئن المواتر ولكن لينحطَّ مطمئناً يضع يديه ثم ركبتيه ».
ـ وقال ابن حزم في «المحلى» ( 4 / 129 ) : «وركبتا البعير هي في ذراعيه» .
ـ وقال الإمام الطحاوي في «مشكل الآثار» 1/169: « فقال قائل : هذا كلام مستحيل، لأنه نهاه إذا سجد أن يبرك كما يبرك البعير . والبعير ينزل على يديه ، ثم أتبع ذلك بأن قال : «ولكن ليضع يديه قبل ركبتيه» ، فكان ما في هذا الحديث مما نهاه عنه في أوله ، قد أمره به في آخره.
فتأملنا ما قال مِن ذلك ، فوجدناه محالاً ، ووجدنا ما رُويَ عن رسول الله ^ في هذا الحديث مستقيماً لا إحالة فيه. وذلك أن البعير ركبتاه في يديه ، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان، وبنو آدم بخلاف ذلك، لأن رُكَبَهم في أرجلهم، لا في أيديهم. فنهى رسول الله ^ في هذا الحديث ـ المصليَ أن يَخرَّ على ركبتيه اللتين في رجليه، كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يَخرُّ لسجوده على خلاف ذلك، فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه .
فبان بحمد لله ونعمته أنَّ الذي في هذا الحديث عن رسول الله ^ كلام صحيح لا تضاد فيه ولا استحالة فيه. والله نسأله التوفيق» اهـ .
ـ وقال الأزهري في «تهذيب اللغة» ( 10 / 216 ) : «وركبة البعير في يده . وركبتا البعير المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك ، وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان».
ـ وقال ابن سيدة في ..المحكم والمحيط الأعظم..( 7 / 16 ) : «وكل ذي أربع ركبتاه في يديه ، وعرقوباه في رجليه».
ـ قال ابن منظور في ..لسان العرب.. (مج3/ج19 /1714 ـ 1715) : ( وركبة البعير في يده. وقد يقال لذوات الأربع كلها من الدواب: ركب. و ركبتا يدي البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان. وكل ذي أربع ركبتاه في يديه وعرقوباه في رجليه ).