مواقف الخلافة بسم الله الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى
وبعد
كان الخليفة العباسي هارون الرشيد متزوج بامرأتين أنجب من احداهما المأمون وأنجب من الأخرى الأمين
وكان يميل لابنه المأمون على ابنه الأمين لفطنته وذكائه
الا أنه كان يميل لأم الأمين على أم المأمون
فدخل يوما على أم الأمين فوجدها عابسة فقال ما بك فقالت : انك تفضل ابن زوجتك الأخرى على ابني لحبك لها أكثر مني
فقال: انما أقربه لرجاحة عقله
فلم يبلغ منها هذا الرد
فقال سأوريكي
فاستدعى ولداه وقال :أريد من كل منكم أربعين ثورا معممين
فخرج الأمين وذهب الى حظيرته وأحضر أربعين ثورا وعممهم ثم قدمهم لأبيه
فقال :أحسنت انتظر حتى يأتي المأمون
ولكن المأمون تعجب وأمعن التفكير
ثم ذهب الى صلاة الجمعة في المسجد وخطب الامام خطبة الجمعة
وبعد انتهاء الصلاة أمر المأمون فأغلق باب المسجد ووقف على الباب وأخرج الناس واحدا واحدا
فيسأل :ما قال الامام في الخطبة؟
فيقول أحدهم : لقد قال كلاما كثيرا لا أحصيه وعلى شاكلة هذه الاجابة
فيقول المأمون : انتظر بجواري
ويسأل آخر فيجيبه بموضوع الخطبة فيقول : انصرف راشدا
حتى اجتمع له أربعون رجلا
فعممهم وذهب الى أبيه وأخبره الخبر
فضحك هارون الرشيد واستدعى أم الأمين وأخبرها الخبر فما عارضته في أمر حتى فارقها.
وقد صدق ظن هارون الرشيد
فبعد وفاته تنازع المأمون الخلافة مع الأمين فقتل المأمون أخاه الأمين وفاز بالخلافة
وهذا هو أصل قول القائل :
أنت عايز تلبسني العمة
أستودعكم الله